أثارت الميزة الجديدة التي أطلقتها شركة OpenAI في تطبيقها ChatGPT، والتي تتيح للمستخدمين تحويل صورهم إلى أسلوب استوديو غيبلي الياباني الشهير، موجة من ردود الفعل المتباينة بين الإعجاب والقلق، مسلطة الضوء على التحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد أعمال فنية محمية بحقوق الملكية.
انتشرت “موضة الغبلنة” بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، حيث قام المستخدمون بتحويل صورهم الشخصية وميمز الإنترنت الشهيرة إلى نسخ تحاكي الأسلوب المميز لهاياو ميازاكي، مؤسس استوديو غيبلي.
وصل الأمر إلى مستويات عالية من الاهتمام عندما غير سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، صورته الشخصية على منصة X إلى نسخة بأسلوب غيبلي، مما شجع المزيد من المستخدمين على تجربة هذه الميزة.
في ورقة فنية نشرتها OpenAI يوم الثلاثاء، أوضحت الشركة أنها تتبنى “نهجًا متحفظًا” في محاكاة جماليات الفنانين الأفراد، مشيرة إلى أنها أضافت آلية رفض تُفعل عندما يحاول المستخدم إنشاء صورة بأسلوب فنان على قيد الحياة. لكنها أضافت أنها “تسمح بأساليب استوديو أوسع” مما سمح للمستخدمين بإنشاء “إبداعات أصلية مستوحاة ومبهجة”.
هذا الاتجاه استدعى إلى الواجهة تصريحات سابقة لميازاكي، البالغ من العمر 84 عامًا والمعروف بتمسكه بالرسم اليدوي، حول موقفه من الذكاء الاصطناعي. ففي عام 2016، أعرب ميازاكي عن “اشمئزازه التام” بعد مشاهدته لعرض توضيحي للرسوم المتحركة بالذكاء الاصطناعي، واصفًا إياه بأنه “إهانة للحياة نفسها” ومؤكدًا أنه “لن يرغب أبدًا في دمج هذه التكنولوجيا في عمله”.
من الجانب القانوني، أثار هذا التطور تساؤلات مهمة حول حقوق الملكية الفكرية.
وفي هذا السياق، أوضح جوش وايغنسبرغ، الشريك في شركة المحاماة Pryor Cashman، أن السؤال المحوري يتعلق بما إذا كان نموذج الذكاء الاصطناعي قد تم تدريبه على أعمال ميازاكي أو استوديو غيبلي، وما إذا كانت OpenAI قد حصلت على ترخيص أو إذن للقيام بذلك.
وأضاف وايغنسبرغ أنه رغم وجود مبدأ عام بأن “الأسلوب” ليس محميًا بحقوق الطبع والنشر، إلا أن ما يعنيه الناس بـ”الأسلوب” قد يتضمن في الواقع “عناصر أكثر تحديدًا وتمييزًا ومنفصلة لعمل فني” قد تكون محمية. وأشار إلى أنه يمكن تحديد عناصر متطابقة أو متشابهة إلى حد كبير بين إطارات من أفلام مثل “قلعة هاول المتحركة” أو “المخطوفة” وبين ما ينتجه الذكاء الاصطناعي.
من جهتها، وصفت الفنانة كارلا أورتيز، التي نشأت على مشاهدة أفلام ميازاكي وتقاضي حاليًا مولدات صور الذكاء الاصطناعي لانتهاك حقوق الطبع والنشر، هذا التطور بأنه “مثال واضح آخر على كيف أن شركات مثل OpenAI لا تهتم بعمل الفنانين وسبل عيشهم”.
وقالت إن هذا “يستخدم علامة غيبلي التجارية واسمهم وعملهم وسمعتهم للترويج لمنتجات OpenAI”، واصفة إياه بـ”الإهانة” و”الاستغلال”.
زاد الأمر تعقيدًا عندما استخدم البيت الأبيض الحساب الرسمي على منصة X لنشر صورة بأسلوب غيبلي لامرأة من جمهورية الدومينيكان تم اعتقالها مؤخرًا من قبل سلطات الهجرة الأمريكية، مما أثار انتقادات إضافية حول استخدام هذه التقنية.
حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يصدر استوديو غيبلي أي تعليق رسمي على هذا التوجه، كما لم تستجب OpenAI لاستفسارات حول ما إذا كانت قد حصلت على ترخيص لاستخدام أعمال الاستوديو في تدريب نماذجها.
يأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه OpenAI معارك قضائية بشأن حقوق الطبع والنشر لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بها، ويسلط الضوء على تحدٍ متنامٍ في صناعة الذكاء الاصطناعي: كيفية موازنة الابتكار التكنولوجي مع احترام حقوق المبدعين وأعمالهم الفنية.