شهدت الحرب التجارية الشرسة بين الولايات المتحدة والصين فصلاً جديداً من التصعيد، حيث تبادل العملاقان الاقتصاديان زيادات حادة في الرسوم الجمركية. ردت الصين على الإجراءات الأمريكية بقرار مضاعفة رسومها الانتقامية على البضائع الأمريكية إلى 84% اعتباراً من الخميس.
هذا التصعيد أحدث زلزلة في الأسواق المالية العالمية، حيث تسببت الخسائر الفادحة في وول ستريت، التي قُدرت بنحو 6.6 تريليون دولار، في دق ناقوس الخطر من أزمة مالية عالمية محتملة.
في مواجهة هذه التداعيات، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعديل استراتيجيته. أعلن وزير الخزانة عن تعليق فرض الرسوم “المتبادلة” الشاملة على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين، في بادرة تهدئة.
بالمقابل، أبقى ترامب على رسوم بنسبة 10% على غالبية الواردات، لكنه وجه ضربة مباشرة إلى بكين برفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية فوراً إلى 125%. يبدو أن الهدف هو حصر الحرب التجارية في مواجهة ثنائية مركزة بين واشنطن وبكين.
عبر ترامب عن موقفه قائلاً: “آمل أن تُدرك الصين قريباً أن زمن استغلالها للولايات المتحدة ودول أخرى قد ولى”. وأشار إلى تواصل العديد من الدول لبدء مفاوضات تجارية مع إدارته.
كبادرة “حسن نية” للدول التي لم ترد بإجراءات انتقامية، جمدت واشنطن فرض تعريفات إضافية عليها لمدة 90 يوماً، مع تطبيق تعريفة متبادلة بنسبة 10% فقط خلال هذه الفترة.
يُذكر أن هذه التطورات تأتي بعد سلسلة من الإجراءات والردود المتبادلة منذ بداية أبريل، حيث بدأ ترامب بفرض رسوم على مستوى عالمي، وردت الصين برفع رسومها الأولية، لترد واشنطن بزيادات متتالية وصلت إلى 104% قبل أن تخفضها جزئياً، لترد بكين برفعها إلى 84%، وصولاً إلى الرد الأمريكي الأخير برفعها إلى 125% في دوامة تصعيد مستمرة.