حسم المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي امر قيادته مجددا بانتخاب عبد الاله بنكيران امينا عاما لولاية ثانية متتالية باغلبية واضحة من اصوات المؤتمرين اليوم الاحد .
ياتي هذا التجديد لبنكيران في وقت حساس يمر به الحزب الاسلامي بعد تراجعه الملحوظ في انتخابات 2021، حيث يسعى لاستعادة زمام المبادرة وتجديد هياكله استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة عام 2026، سواء البرلمانية او الجماعية.
لم تخل عملية الانتخاب من منافسة، حيث ترشح ثلاثة اسماء لقيادة الحزب للسنوات الاربع القادمة، لكن بنكيران حسم السباق لصالحه بنسبة تقارب 69 بالمئة من الاصوات، متفوقا بفارق كبير على ادريس الازمي الادريسي، رئيس المجلس الوطني، الذي نال 26 بالمئة، وعبد الله بوانو، رئيس الفريق البرلماني، الذي اكتفى بنحو 3 بالمئة.
ولم يقتصر الامر على منصب الامين العام، فقد انتخب المؤتمر الازمي نائبا اولا لبنكيران وعبد العزيز عماري نائبا ثانيا، بينما اسندت رئاسة المجلس الوطني للحزب لجامع المعتصم لولاية تمتد حتى 2029.
في كلمته الاولى بعد اعادة انتخابه، لم يخف بنكيران الطموحات الانتخابية القوية للحزب، مؤكدا ان الحزب السياسي يجب ان ينافس بقوة على المراكز الاولى وانه سيدخل الانتخابات بقوة لاستعادة مقاعده البرلمانية. كما شدد على تمسك الحزب الراسخ بالمرجعية الاسلامية، معتبرا اياها “سبب وجودنا وانتصاراتنا ونهضتنا من كبواتنا”، موجها في الوقت ذاته دعوة لباقي الاحزاب لمراجعة اساليبها والتوقف عن استخدام المال في الانتخابات والحفاظ على استقلاليتها.
ورغم الحسم داخل المؤتمر، اثار انتخاب بنكيران مجددا ردود فعل متباينة في الشارع المغربي. فبينما يرى انصاره وقطاع واسع من قواعد الحزب ان خبرته السياسية وشخصيته القوية ضرورية لقيادة دفة الحزب في هذه المرحلة الدقيقة وتجاوز اثار الهزيمة الانتخابية السابقة، يعتبر اخرون ان الامر مجرد تكرار وان الحزب بحاجة الى ضخ دماء جديدة في قيادته، مما يعكس انقساما في الاراء حول هذا الخيار السياسي ومستقبل الحزب.