’’هافوك’’ في مواجهة ’’جون ويك’’ ..القرطاس خيط من السما !

صدر مؤخرا فيلم الاكشن والتشويق الامريكي “هافوك” (HAVOC)، من بطولة النجم توم هاردي، بطل سلسلة الخيال العلمي “فينوم”، وبمشاركة تيموثي اوليفانت والنجم القدير فوريست وايتكر. وفي خضم هذا الاصدار، يتبادر الى الذهن التعبير المغربي الدارج “الشتا خيط من السما”، الذي يصف المطر الغزير المتواصل كخيط يربط السماء بالارض.
وبالمثل، يبدو ان “القرطاس” (الرصاص) في بعض افلام الاكشن ذات الطابع العنيف، مثل سلسلة “جون ويك” والان “هافوك”، قد اصبح هو الاخر “خيطا من السما”، يهطل بغزارة مبالغ فيها، حتى ليكاد يكون محور الفيلم، وكأن المشاهد امام وصلة اعلانية لمسدس جديد او شركة لتصنيع الذخيرة، وليس فيلم عصابات وتشويق.

سلسلة “جون ويك” باجزائها الاربعة حتى الان، رسخت هذا الاستخدام المفرط للرصاص الذي يوظفه البطل، جون ويك، الذي يجسده ببراعة كيانو ريفز، للانتقام من اعدائه بشكل صارم.

كيانو ريفيز/ JOHN WICK

تدور السلسلة، التي ابتكرها الكاتب ديريك كولستاد، حول هذا القاتل المأجور الاسطوري السابق الذي يجبر على العودة لعالم الجريمة.

انطلقت السلسلة بفيلمها الاول عام 2014، وتوالت النجاحات التجارية مع “جون ويك: الفصل الثاني” (2017) و”جون ويك: الفصل الثالث – بارابيلوم” (2019)، محققة ايرادات تجاوزت 587 مليون دولار. ومع صدور الجزء الرابع في مارس 2023، واستمرار العمل على مشاريع مشتقة مثل مسلسل “ذا كونتيننتال” وفيلم “باليرينا”، بالاضافة الى الحديث عن جزء خامس قيد الاعداد، يترسخ عالم “جون ويك” كايقونة في هذا النوع من الافلام. الشرارة الاولى التي اشعلت فتيل عنف جون ويك كانت مقتل كلبه الصغير وسرقة سيارته، وهي هدية من زوجته الراحلة، مما دفعه لاطلاق عاصفة انتقام لا تتوقف، شعارها الدائم، كما عبر عنه في لقطة شهيرة بالجزء الثاني: “السلاح، المزيد من السلاح”.

توم هاردي /HAVOC

وفي هذا السياق، ياتي فيلم “هافوك” او “خراب”، الذي بدا عرضه على نتفليكس جماهيريا في 25 ابريل 2025، ليطرح نفسه كمنافس، ليس بالضرورة على مستوى الاداء او الحبكة الدرامية، بل بشكل اساسي في مضمار “اطلاق الرصاص بكثافة”. الفيلم من اخراج غاريث ايفانز، مخرج افلام “The Raid” الشهيرة، ويقدم قصة محقق مصاب، باتريك ووكر (توم هاردي)، يضطر للتوغل في عالم الجريمة المظلم لانقاذ ابن سياسي، ليكتشف شبكة فساد تهدد المدينة. منذ اللحظات الاولى وحتى النهاية الغامضة، يشهد الفيلم حفلة قتل متنوعة الاساليب، من اطلاق نار وطعن ورمي من الشرفات، لدرجة ان البعض يرى ان “هافوك” رفع سقف العنف الى مستويات تجعل افلام “جون ويك” تبدو كانها مناسبة للمشاهدين الاصغر سنا. ورغم انتهاء تصويره في اكتوبر 2021، واجه الفيلم تاخيرات متعددة قبل تحديد موعد اصداره النهائي.

لكن كيف استقبل الجمهور هذا “الخراب” المعلن؟

رصدت “المحيط” تفاعلات واسعة ونقاشات حادة على منصة “ريديت” حول الفيلم. فقد قال معلق ان الفيلم اصابه بخيبة امل شديدة، مشيرا الى “ساعة كاملة دون احداث”، تلتها “اخر 45 دقيقة من العنف تضمنت عددا كبيرا من الممثلين وفوضى عارمة” حالت دون فهم ما يجري. وذكر اخر ان عدم اكتراثه بشخصية “ابن السياسي” المحورية افقده الاهتمام بالفيلم برمته، مضيفا انه “ضل الطريق” مع مصطلحات تقنية مثل “رصاصات هجومية”.

تيموثي اوليفانت / HAVOC

واستغرب معلق ثالث بشدة من منطق تصرفات الشخصيات، متسائلا عن سلوك شخصية توم هاردي بعد قتاله للفتاة واختفائه ثم “استيقاظه” المفاجئ، وتناقضات شخصية الشاهد الذي لم يبلغ بالحقيقة. ووصف قرارات الشخصيات بانها “لم يكن لاي منها اي معنى”.

ولم تخل النقاشات من المقارنة الحتمية مع “جون ويك”. فبينما اكد احدهم ان “السبب الوحيد لذكر ‘هافوك’ في نفس الجملة مع ‘جون ويك’ هو وصف مدى سوءه”، عبر اخر عن راي مغاير، قائلا انه لم يستطع تحمل “جون ويك” بعد الجزء الاول، معتبرا اياها “محاولات هوليوودية متكررة لجني الاموال”، وانه يفضل “هافوك” رغم فوضويته، فقط من اجل توم هاردي و”العنف”. فيما تساءل معلق اخر عن اهمية الواقعية طالما المشهد “غير واقعي بشكل مضحك”.

في المحصلة، وعلى الرغم من الاشادة المتفرقة بحضور توم هاردي، مال الاجماع العام على “ريديت” نحو السلبية، حيث وصف العديد الفيلم بانه “سيء للغاية”، معتبرين ان جاذبية النجم لم تكن كافية لانقاذ العمل من سقطاته السردية والمنطقية. ليبقى السؤال معلقا: هل نجح “هافوك” في تقديم وجبة اكشن دسمة ام انه مجرد “خراب” اضافي في ساحة افلام العنف المفرط، حيث “القرطاس خيط من السما” دون قصة تشد الانفاس؟

شارك المقال:

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

آخر الأخبار

  • All Post
  • أخبار الجالية
  • اقتصاد
  • المحيط الاقليمي
  • المغرب
  • تقارير
  • تكنولوجيا
  • رياضة
  • لايف ستايل

إشهار

هذه المساحة مخصصة للإعلانات. دعمك يساهم في استمرار الموقع وتقديم محتوى إخباري مميز.

انضم إلى العائلة!

اشترك في النشرة الإخبارية.

لقد تم اشتراكك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.
Edit Template

معلومات عنا

موقع المحيط الإخباري: هنا، الخبر يبدأ بالإنسان وينتهي به. نحن منصة إخبارية شاملة تضع الإنسان في قلب اهتماماتها، مستكشفةً قصصه وتحدياته وآماله. لا نتعجل في نقل الحدث، بل نقدم تفاصيله بعمق، ونطرح الأسئلة التي تقود إلى فهم أوسع. نغطي الأحداث المحلية والإقليمية والدولية بمنظور تحليلي مختلف، مع اهتمام خاص بتقديم المعرفة في مجالات المستقبل التي تشكل عالمنا القادم. كل ذلك في إطار من الدقة والمسؤولية واحترام أخلاقيات العمل الصحفي

آخر الأخبار

  • All Post
  • أخبار الجالية
  • اقتصاد
  • المحيط الاقليمي
  • المغرب
  • تقارير
  • تكنولوجيا
  • رياضة
  • لايف ستايل

  شروط الاستخدام © 2025 Created By M AGENCY