في تحول لافت في موازين السوق الفلاحية الأوروبية، تمكن المغرب خلال سنة 2024 من التفوق على إسبانيا في قيمة صادرات الطماطم، ليحجز بذلك مكانة ريادية غير مسبوقة في قطاع طالما خضع لهيمنة أوروبية، بحسب ما كشفت عنه منصة “Hortoinfo” المتخصصة في تحليل البيانات الزراعية، في تقرير صدر يوم الأربعاء 7 ماي 2025.
ووفقا للمعطيات الموثقة، بلغت قيمة صادرات المغرب من الطماطم ما مجموعه 1.514,98 مليون يورو، متجاوزا نظيرتها الإسبانية التي توقفت عند 1.015,12 مليون يورو، ما يعكس تحولا نوعيا في الأداء التجاري للمملكة في هذا القطاع الاستراتيجي.
هذا التفوق في القيمة يأتي تتويجا لسلسلة من التطورات التصاعدية في حجم صادرات المغرب من الطماطم، حيث سبق للمملكة أن تجاوزت إسبانيا على مستوى الكمية منذ عام 2022، لكن 2024 شكلت المنعطف الحقيقي حين جمع المغرب بين الريادة في الكمية والقيمة المالية معا.
فقد بلغت صادرات المغرب من الطماطم 903,09 مليون كيلوغرام، أي ما يعادل %11.05 من الصادرات العالمية، ليأتي مباشرة خلف هولندا التي صدّرت 916,11 مليون كغ. بينما تواصلت هيمنة المكسيك على المرتبة الأولى عالميا بإجمالي صادرات ناهز 2.063,6 مليون كغ، وبقيمة إجمالية بلغت 3.275,66 مليون يورو.
وبحسب تصنيف الدول من حيث العائدات، احتلت هولندا المركز الثاني بـ1.759,42 مليون يورو، تليها المغرب في المرتبة الثالثة، متجاوزا إسبانيا التي تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. يذكر أن صادرات المغرب من الطماطم نمت بنسبة %80.26 خلال العقد الماضي، في وقت سجلت فيه هولندا تراجعاً بنسبة %18.43، وإسبانيا بنسبة %33.19.
أما من حيث السعر المتوسط للكيلوغرام عند التصدير، فجاء المغرب في المرتبة الثانية بـ1.68 يورو/كغ، خلف هولندا التي تصدرت بـ1.92 يورو/كغ، فيما بلغ سعر الطماطم الإسبانية والمكسيكية 1.59 يورو/كغ.
من ناحية الأسواق المستوردة، جاءت فرنسا في المرتبة الأولى كأكبر مستورد للطماطم المغربية في عام 2023، بـ340,31 مليون كيلوغرام، تلتها المملكة المتحدة (121,3 مليون كغ)، ثم هولندا (61,54 مليون كغ)، في حين استوردت إسبانيا نفسها 44,69 مليون كغ من المنتج المغربي، في مفارقة لافتة.
أما بخصوص بيانات 2024 المتعلقة بتوزيع الصادرات حسب الدول، فلا تزال في طور التحديث من قبل منصة COMTRADE التابعة للأمم المتحدة.
هذا الإنجاز المغربي يعزز موقع البلاد كفاعل رئيسي في السوق الفلاحية العالمية، ويعكس في الآن ذاته التحول الهيكلي الذي يشهده القطاع الزراعي الوطني بفضل الاستثمارات الحديثة، تقنيات الإنتاج المتقدمة، واتفاقيات الشراكة التجارية، ما يجعل المغرب اليوم ليس فقط مزودا أساسياًلأوروبا بالخضروات، بل نموذجا لتطوير الفلاحة ذات القيمة المضافة العالية.