فيلم “مهمة مستحيلة: الحساب الأخير”: خاتمة توم كروز الصاخبة المنتظرة… مجرد همسة باهتة


تكتب مامتا روث أنه منذ انطلاقها عام 1996، دفعت سلسلة أفلام “المهمة المستحيلة” نجمها توم كروز إلى خوض غمار مواقف بالغة الخطورة، من تسلق ناطحات السحاب والقفز من الطائرات إلى التعرض لكسور متعددة. ومع ذلك، وبالرغم من هذه الرغبة التي تبدو مرضية في المخاطرة بالحياة من أجل الترفيه الجماهيري، يبدو أن المهمة الأصعب التي تواجه كروز الآن، وفقًا لروث، هي إبهار المشاهدين بالجزء الأخير من السلسلة الذي يحمل عنوان “المهمة المستحيلة – المواجهة الأخيرة”

تشير روث إلى أن الجزء السابق، “المهمة المستحيلة – الحساب الميت الجزء الأول”، لم يحقق النجاح المأمول. فقد تأثر عرضه بتأجيلات متكررة بسبب جائحة كوفيد، وعندما وصل أخيرًا إلى دور العرض، لم يلق الإقبال الجماهيري المتوقع، ليصبح ثاني أقل أفلام السلسلة تحقيقًا للإيرادات.

وتضيف الكاتبة أن المهمة الملقاة على عاتق “المواجهة الأخيرة” تبدو شاقة للغاية، خاصة وأن الفيلم ليس مجرد جزء عادي، بل هو تتمة مباشرة تم إنتاجها بناءً على افتراض خاطئ بأن الجمهور سيتلهف لمشاهدة سابقه. وتتساءل روث عما إذا كان هذا الجزء يملك المقومات اللازمة لعكس تراجع شعبية السلسلة، لترجح كفة النفي.

وترى روث أنه بعد ثمانية أفلام، أصبحت الضخامة المبالغ فيها لسلسلة “المهمة المستحيلة” عبئًا على المشاهدين. فهذه الأفلام الصاخبة، المليئة بالانفجارات، تقدم مشاهد حركة مثيرة ولكنها منفصلة تمامًا عن قواعد السرد المنطقي. وتستشهد بمشهد يؤدي فيه كروز حركة خطيرة بطائرة هليكوبتر دون مظلة، ثم يهبط بأمان بمساعدة واحدة، مما يثير تساؤلات حول منطقية الأحداث وارتباك المونتاج.

تدور أحداث الفيلم، كما تذكر روث، حول سعي إيثان هانت (توم كروز) للحصول على “المفتاح الصليبي” لإيقاف ذكاء اصطناعي متطور يُدعى “الكيان”، والذي يهدد بمحو الحقيقة ونشر الأكاذيب. وفي مواجهة هذا الخطر الوجودي، يعود هانت وفريقه المكون من جريس (هايلي أتويل)، ولوثر (فينج رامس)، وبنجي (سيمون بيج)، بالإضافة إلى وجوه قديمة، في محاولة يائسة لإنقاذ العالم.

وتلاحظ روث أن الفيلم، كغيره من أجزاء السلسلة، يقدم جرعة مكثفة من الحركات الخطرة عالية الأوكتان، محاولًا أن يظهر كوجبة سريعة من مهام التجسس الدولية، دون الاكتراث بمنطقية الأحداث أو إمكانية النجاة من المواقف المستحيلة. لكنها ترى أنه تقلص ليصبح مجرد عمل سطحي، حيث يتم تحديد المواقع بشكل بدائي، والانتقالات بين المشاهد تفتقر إلى السلاسة والاحترافية، كما أن السيناريو يعتمد بشكل مفرط على الحوارات التفسيرية بدلاً من إيضاح الأحداث من خلال الحركة.

وعلى الرغم من إقرارها بوجود بعض اللحظات المثيرة والمضحكة، وبأن كروز، البالغ من العمر 62 عامًا، لم يدخر جهدًا في إتقان مشاهد الحركة، تؤكد روث أن هذه المشاهد لا تترك أثرًا يُذكر. وتتساءل كيف تحول ما بدأ كفيلم تجسس مثير إلى هذا الشكل مع “المواجهة الأخيرة”.

وتعتبر روث أن المفاجأة الكبرى في الفيلم هي أنه، بالرغم من الرهانات العالية وتصوير انهيار المجتمع، جاء مملًا بشكل غير متوقع. فالمونتاج محموم، والحوار رديء، والمشاهد الخطرة سخيفة، ومدة العرض مفرطة، وغياب العواقب مروع، مما يجعل من الصعب على المشاهد الاهتمام بالشخصيات. حتى الأحداث الكبرى، مثل وفاة إحدى الشخصيات، تمر دون تأثير يُذكر.

وتختم روث مراجعتها بالإشارة إلى أن “المهمة المستحيلة” هذا ليس فنًا راقيًا، حتى مع عرضه في مهرجان كان السينمائي. فالحوار غير متناسق، والتمثيل وظيفي في أحسن الأحوال، وتطورات الحبكة بسيطة. وترى أنه بالرغم من أن المخرج كريستوفر ماكواري قدم أعمالًا جديرة بالتقدير سابقًا، فإن هذا الفيلم يقع في فئة “سيء لدرجة أنه سيء” – دراما مشوشة، سيئة التنفيذ، وتفتقر إلى رؤية إخراجية واضحة.

وتعبر مامتا روث عن حيرتها إزاء كيف يمكن لنهاية هذه السلسلة أن تكون بهذا القدر من السطحية والملل، واصفة الختام بالسخيف تمامًا، ومتوقعة أن يشعر العديد من المشاهدين بالخيبة عند المشاهد الأخيرة. وتختتم بقولها إن المواهب المشاركة في هذا الفيلم قد أُهدرت، وأن الشيء الوحيد الذي يمكن فعله الآن هو نسيان كل شيء عنه، موجهة رسالة إلى المعجبين بأن هذا النقد “سيدمر نفسه خلال 5 ثوانٍ.”

شارك المقال:

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

إشهار

هذه المساحة مخصصة للإعلانات. دعمك يساهم في استمرار الموقع وتقديم محتوى إخباري مميز.

انضم إلى العائلة!

اشترك في النشرة الإخبارية.

لقد تم اشتراكك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.
Edit Template

معلومات عنا

موقع المحيط الإخباري: هنا، الخبر يبدأ بالإنسان وينتهي به. نحن منصة إخبارية شاملة تضع الإنسان في قلب اهتماماتها، مستكشفةً قصصه وتحدياته وآماله. لا نتعجل في نقل الحدث، بل نقدم تفاصيله بعمق، ونطرح الأسئلة التي تقود إلى فهم أوسع. نغطي الأحداث المحلية والإقليمية والدولية بمنظور تحليلي مختلف، مع اهتمام خاص بتقديم المعرفة في مجالات المستقبل التي تشكل عالمنا القادم. كل ذلك في إطار من الدقة والمسؤولية واحترام أخلاقيات العمل الصحفي

  شروط الاستخدام © 2025 Created By M AGENCY