نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مدريد، خلال الأيام الماضية، قنصلية متنقلة لفائدة الجالية المغربية المقيمة في مدينة سيغوفيا ونواحيها، بوسط إسبانيا، وذلك في إطار سياسة القرب التي تعتمدها لفائدة مغاربة الخارج.
وتندرج هذه المبادرة في سياق التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتعليمات الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الرامية إلى تسهيل ولوج أفراد الجالية إلى الخدمات الإدارية وتعزيز التواصل معهم.
وقد استفاد أزيد من 300 مواطن مغربي من هذه القنصلية المتنقلة، التي نُظمت قبيل انطلاق عملية “مرحبا”، حيث تمكنوا من إنجاز وثائقهم الإدارية في مكان إقامتهم دون الحاجة إلى التنقل نحو العاصمة مدريد.
وشملت الخدمات المقدّمة تسليم جوازات السفر البيومترية، والبطائق الوطنية للتعريف الإلكترونية، والشهادات العدلية، فضلاً عن تقديم استشارات ومساعدات شخصية مرتبطة بعدة ملفات إدارية واجتماعية.
وعبّر عدد من المستفيدين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة التي قرّبت الإدارة من المواطن، ووفّرت عنهم مشقة التنقل والتكاليف المرتبطة به.
وقد تم تنظيم هذه العملية بفضل التنسيق مع النسيج الجمعوي المحلي، الذي لعب دورًا فعالًا في تعبئة الجالية وتنظيم الاستقبال، حيث عقد القنصل العام للمملكة، السيد كمال العريفي، لقاءً مع ممثلي المجتمع المدني بالجهة، لاستعراض مختلف الإجراءات المعتمدة لتجويد الخدمات القنصلية.
وتناول اللقاء التحديات التي تواجه الجالية في المنطقة، إلى جانب شرح التوجهات الجديدة للوزارة، لاسيما ما يتعلق برقمنة الإجراءات الإدارية، وتبسيط المساطر، وتطوير منصة المواعيد الإلكترونية، في إطار إصلاح شامل يهدف إلى تعزيز الثقة وتقوية روابط الانتماء.
وتُعد هذه القنصلية المتنقلة نموذجًا عمليًا لتفعيل دبلوماسية القرب، وتحسين جودة الخدمة العمومية بالخارج، في انسجام مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة في تدبير شؤون الجالية المغربية.