وكالة الطاقة: مبيعات السيارات الكهربائية العالمية ستقفز لـ20 مليوناً عام 2025


أصدرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) تقريرها “آفاق السيارات الكهربائية العالمية 2025″، الذي يرسم صورة متفائلة لقطاع التنقل الكهربائي، متوقعًا توسعًا كبيرًا في المبيعات عبر أسواق متنوعة. ويستند التقرير إلى أحدث البيانات لتقييم اتجاهات انتشار المركبات الكهربائية، والطلب على بطارياتها، والبنية التحتية للشحن، مع الأخذ في الاعتبار تطورات السياسات واستراتيجيات الصناعة التي تشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي، ويقدم توقعات حتى عام 2030.

أداء قياسي في 2024 ونمو متسارع في الأسواق الناشئة

كشف التقرير أن مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تجاوزت 17 مليون وحدة في عام 2024، محققة حصة سوقية تزيد عن 20%. ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 3.5 مليون سيارة مقارنة بالعام السابق، وهو ما يفوق إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في العالم لعام 2020 بأكمله. حافظت الصين على ريادتها، حيث شكلت السيارات الكهربائية ما يقرب من نصف إجمالي مبيعات السيارات لديها في 2024، بأكثر من 11 مليون سيارة مباعة، مما يعني أن سيارة واحدة من كل 10 سيارات على الطرق الصينية أصبحت الآن كهربائية. وفي أوروبا، شهدت المبيعات ركودًا نسبيًا مع بقاء حصة السيارات الكهربائية عند حوالي 20%، بينما نمت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بنحو 10% لتصل إلى حصة تزيد عن 10%.

برزت الأسواق الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية كمراكز نمو جديدة، حيث قفزت مبيعات السيارات الكهربائية فيها بأكثر من 60% في عام 2024 لتصل إلى ما يقرب من 600 ألف سيارة – وهو حجم يوازي سوق السيارات الأوروبية قبل خمس سنوات. وفي جنوب شرق آسيا، نمت المبيعات بنحو 50% لتمثل 9% من إجمالي مبيعات السيارات في المنطقة، مع أداء ملحوظ في تايلاند وفيتنام. وفي البرازيل، أكبر سوق للسيارات في أمريكا اللاتينية، تضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية لتصل إلى 125 ألف سيارة، محققة حصة سوقية تزيد عن 6%. كما شهدت أفريقيا تضاعفًا في المبيعات، مدفوعة بشكل رئيسي بالنمو في مصر والمغرب، على الرغم من أن حصة السيارات الكهربائية لا تزال أقل من 1% من إجمالي مبيعات السيارات في القارة. ولعب دعم السياسات والواردات الصينية من السيارات الكهربائية ذات الأسعار المعقولة دورًا محوريًا في زيادة المبيعات في بعض الأسواق الناشئة، حيث شكلت الواردات الصينية 85% من مبيعات السيارات الكهربائية في كل من البرازيل وتايلاند، و75% من الزيادة الإجمالية في مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2024 خارج الصين.

توقعات واعدة لعام 2025 وما بعده

يتوقع التقرير أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية العالمية 20 مليون وحدة في عام 2025، لتمثل أكثر من ربع السيارات المباعة عالميًا. وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 نموًا بنسبة 35% على أساس سنوي، مع مبيعات قياسية في جميع الأسواق الرئيسية. ومن المتوقع أن تصل حصة السيارات الكهربائية في الصين إلى حوالي 60% من إجمالي مبيعات السيارات في عام 2025، وفي أوروبا إلى 25%، بينما يتوقع أن تحافظ المبيعات في الولايات المتحدة على نمو بنسبة 10% لتصل حصتها إلى 11%. أما في الاقتصادات الناشئة الأخرى (خارج الصين)، فمن المتوقع أن تستمر المبيعات في النمو بقوة، لتزيد بنسبة 50% وتصل إلى مليون سيارة في عام 2025.

وبالنظر إلى عام 2030، وفي ظل السياسات الحالية، من المتوقع أن تتجاوز حصة السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات السيارات 40% عالميًا. وستواصل الصين قيادة هذا التحول بحصة مبيعات تقارب 80%، مدعومة بزخم سوقي كبير وأسعار تنافسية. وفي أوروبا، تدعم أهداف ثاني أكسيد الكربون تحقيق حصة مبيعات تقارب 60% بحلول عام 2030. أما في الولايات المتحدة، فينمو نصيب مبيعات السيارات الكهربائية بشكل أكثر تواضعًا ليصل إلى حوالي 20% بحلول عام 2030. وفي جنوب شرق آسيا، من المتوقع أن تكون سيارة واحدة من كل أربع سيارات مباعة كهربائية بحلول عام 2030، مع كهربة أسرع لمركبات العجلتين والثلاث عجلات (واحدة من كل ثلاث مركبات مباعة). عالميًا، سيؤدي انتشار المركبات الكهربائية إلى إزاحة أكثر من 5 ملايين برميل نفط يوميًا في عام 2030، مع مساهمة الصين بنصف هذه الوفورات.

التجارة العالمية والتصنيع والقدرة على تحمل التكاليف

تواصل الصين كونها مركز تصنيع السيارات الكهربائية العالمي، حيث تستحوذ على أكثر من 70% من الإنتاج العالمي. وزادت التجارة العالمية للسيارات الكهربائية بنسبة 20% في عام 2024، حيث تمثل الواردات الآن ما يقرب من خُمس مبيعات السيارات الكهربائية العالمية. وظلت الصين أكبر مصدر للسيارات الكهربائية (40% من الصادرات العالمية، أي ما يقرب من 1.25 مليون سيارة). كما ظل الاتحاد الأوروبي مصدرًا صافيًا للسيارات الكهربائية، بينما ظلت الولايات المتحدة مستوردًا صافيًا. وتتنوع أسواق التصدير الصينية للسيارات الكهربائية مع تحقيق الشركات الصينية تقدمًا في البرازيل والمكسيك وجنوب شرق آسيا.

وعلى الرغم من انخفاض متوسط سعر السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية عالميًا في عام 2024، إلا أن فجوة سعر الشراء مع السيارات التقليدية استمرت في العديد من الأسواق. ومع ذلك، في الصين، كان ثلثا السيارات الكهربائية المباعة أرخص من نظيراتها التقليدية، حتى بدون حوافز الشراء. كما أن انخفاض أسعار المعادن الحيوية وزيادة المنافسة بين مصنعي البطاريات أديا إلى انخفاض أسعار حزم البطاريات في جميع الأسواق في عام 2024، وإن كان ذلك مع اختلافات كبيرة (انخفضت الأسعار في الصين بنحو 30%، مقارنة بـ 10-15% في أوروبا والولايات المتحدة).

البنية التحتية للشحن والشاحنات الكهربائية

تضاعف عدد محطات الشحن العامة في العامين الماضيين لمواكبة نمو مبيعات السيارات الكهربائية. ونما عدد أجهزة الشحن فائقة السرعة (150 كيلوواط وما فوق) بنحو 50% في عام 2024 وتمثل الآن ما يقرب من 10% من جميع أجهزة الشحن السريع العامة. وستحتاج سعة الشحن العامة العالمية للمركبات الخفيفة إلى النمو بنحو تسعة أضعاف بحلول عام 2030 لدعم مبيعات السيارات الكهربائية المتوقعة.

في قطاع الشاحنات، نمت مبيعات الشاحنات الكهربائية بنحو 80% عالميًا في عام 2024 لتصل إلى ما يقرب من 2% من إجمالي مبيعات الشاحنات. وتضاعفت مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين لتصل إلى 75 ألف مركبة، وهو ما يمثل أكثر من 80% من المبيعات العالمية. وأصبحت التكلفة الإجمالية لملكية الشاحنات الثقيلة الكهربائية التي تعمل بالبطارية أقل بالفعل من نظيرتها التي تعمل بالديزل في الصين في بعض الحالات، ومن المتوقع أن تصل إلى التكافؤ في أوروبا والولايات المتحدة بحلول عام 2030.

يخلص التقرير إلى أن مستقبل التنقل الكهربائي يبدو واعدًا، مع استمرار الزخم القوي في المبيعات والتطورات التكنولوجية، على الرغم من بعض أوجه عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية والصناعية والآفاق الاقتصادية وأسعار النفط المنخفضة التي قد تؤثر على وتيرة التحول.

شارك المقال:

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

إشهار

هذه المساحة مخصصة للإعلانات. دعمك يساهم في استمرار الموقع وتقديم محتوى إخباري مميز.

انضم إلى العائلة!

اشترك في النشرة الإخبارية.

لقد تم اشتراكك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.
Edit Template

معلومات عنا

موقع المحيط الإخباري: هنا، الخبر يبدأ بالإنسان وينتهي به. نحن منصة إخبارية شاملة تضع الإنسان في قلب اهتماماتها، مستكشفةً قصصه وتحدياته وآماله. لا نتعجل في نقل الحدث، بل نقدم تفاصيله بعمق، ونطرح الأسئلة التي تقود إلى فهم أوسع. نغطي الأحداث المحلية والإقليمية والدولية بمنظور تحليلي مختلف، مع اهتمام خاص بتقديم المعرفة في مجالات المستقبل التي تشكل عالمنا القادم. كل ذلك في إطار من الدقة والمسؤولية واحترام أخلاقيات العمل الصحفي

  شروط الاستخدام © 2025 Created By M AGENCY