ياسمين تلال، مغربية تعرضت للاستغلال والعنف في حقول جنوب فرنسا. تناضل منذ سبع سنوات من أجل تحقيق العدالة. انطلقت الخميس محاكمة استئناف رب عملها السابق أمام محكمة أفينيون.
ووفق الصحافة الفرنسية المستقلة فقد وصلت ياسمين من المغرب إلى إسبانيا في الرابعة عشرة من عمرها، وعملت في مجال الملابس الجاهزة في برشلونة، ثم في جزر الكناري حيث كانت مسؤولة عن متجر. مع الأزمة الاقتصادية لعام 2008، انقلبت حياتها رأساً على عقب، ووجدت نفسها عاطلة عن العمل.
أخبرها صديق عن شركة “لابورال تيرا” (Laboral Terra)، وهي شركة توظيف مؤقت مقرها في مورسيا تقوم بتوظيف نساء للعمل في المزارع جنوب فرنسا. بعد تواصل عبر واتساب مع مسؤولي الشركة الذين وعدوها براتب مجزٍ وأكدوا لها أن تكاليف نقلها إلى فرنسا وإقامتها وطعامها ستُغطى هناك، انطلقت ياسمين وصديقة لها إلى فرنسا “لمدة عام، لا أكثر، بهدف جمع بعض المال”، حسبما نقلت صحيفة “لومانيتيه” (l’Humanité).
عند وصولهما إلى محطة الحافلات في أفينيون في 31 ديسمبر 2011، كانت خيبة أملهما كبيرة: لم يكن أي مسؤول من “لابورال تيرا” في انتظارهما. أمضتا أكثر من أسبوع في انتظار مسؤولي الشركة. ثم بدأ الجحيم. نُقلتا إلى المزارع، وبدأتا العمل بدون عقد وفي ظروف غير مقبولة بأجر يقل عن الحد الأدنى للأجور (Smic). تقول ياسمين وصديقتها إنهما تعرضتا أيضًا للعنف الجسدي والتحرش والابتزاز الجنسي. عاشت المرأتان الجحيم لمدة سبع سنوات كاملة.
تروي ياسمين: “ذات يوم، أحمد، أحد مسؤولي ‘لابورال تيرا’، أقلني بالسيارة ثم توقف فجأة على جانب الطريق وبدأ يقبلني بالقوة، ويلمس صدري، ويضع يدي على عضوه الذكري. صرخت به أن يتوقف وأن يعيدني إلى المنزل. قال لي: ‘إذا جامعتني عندما أطلب منك ذلك، سأعطيك 300 يورو شهريًا’. رفضت بشكل قاطع، وفي النهاية أعادني إلى المنزل. كنت تحت الصدمة”.
بسبب رفضها لعروض هذا المسؤول، تم إيقاف ياسمين عن العمل وكانت تتعرض للمضايقات بانتظام من قبل عاملات أخريات متواطئات مع المسؤولين. بعد هجوم آخر في الحمام، ارتطم رأسها وفقدت الوعي. “هنا، قلت لنفسي إن هذا لا يمكن أن يستمر، ومع أربعة أشخاص آخرين، امرأتين ورجلين، ذهبنا لطرق باب نقابة CGT، التي وجدنا رقمها على الإنترنت”.
وهكذا، في عام 2017، قدم الخمسة شكوى بالتحرش الجنسي أمام مجلس العمل (prud’hommes) في آرل، ثم أمام المحكمة الجنائية في أفينيون. ياسمين هي الوحيدة التي وافقت على الإدلاء بشهادتها علانية، على الرغم من العنف الجسدي والنفسي والتهديدات بالقتل والضغوط التي تعرضت لها بعد كشفها للحقائق. منذ بداية المحاكمة، أعلنت “لابورال تيرا” إفلاسها للتهرب من الملاحقة القضائية. تنطلق محاكمة الاستئناف الجنائية اليوم الخميس 22 مايو في محكمة أفينيون. المغربية، التي تتنقل بعكاز، تعتزم تذكير المحكمة بأنها والمدعين الأربعة الآخرين لم يتم الاستماع إليهم قط خلال سبع سنوات من الإجراءات القضائية. على الرغم من صحتها الهشة، فهي مصممة على المضي قدمًا حتى النهاية. تقول: “على أي حال، لقد فقدت بالفعل صحتي وحياتي: الآن أريد أن أبذل قصارى جهدي لكسب هذه المعركة”.