الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل منصات التواصل و19% من المغاربة خارج الشبكة (باروميتر)


كشف “باروميتر 2025” الصادر عن مجموعة “سونيرجيا” أن 81% من المغاربة يستخدمون اليوم شبكات التواصل الاجتماعي، وهو رقم يشهد ارتفاعاً طفيفاً بنقطة واحدة فقط مقارنة بعام 2024، ولكنه يؤكد على رسوخ العلاقة بين المغاربة وهذه المنصات، والتي تكاد تصل إلى حد الإدمان.

وكما هو متوقع، يظل واتساب المنصة الأكثر استخداماً في المملكة بنسبة انتشار تبلغ 75%، يليه فيسبوك بنسبة 62%، ثم إنستغرام بنسبة 42%. وتسيطر هذه المنصات الثلاث بلا منازع على المشهد منذ عدة سنوات، مع تحقيقها تقدماً مستمراً منذ عام 2020.

لكن المفاجأة الأبرز في هذه النسخة من الباروميتر تمثلت في الصعود اللافت ليوتيوب، الذي دخل بقوة ضمن قائمة المنصات الأكثر شعبية بوصول نسبة مستخدميه إلى 40%. وبهذا، أزاح يوتيوب تطبيق تيك توك الذي تراجع إلى المرتبة الخامسة، على الرغم من تحقيقه نمواً ملحوظاً من 19% إلى 24% خلال عام واحد، مما يشير إلى تباطؤ نسبي للتطبيق الصيني الذي يبدو أنه يجد صعوبة في الحفاظ على وتيرة نموه السابقة.

وفي مراتب لاحقة، تستقر منصتا سناب شات وتليغرام عند نسبة استخدام تبلغ حوالي 8% لكل منهما، مع تسجيل تراجع طفيف لتطبيق تليغرام. أما لينكدإن، وإكس (تويتر سابقاً)، وبنترست، فتأتي في ذيل القائمة بمعدلات استخدام تتراوح بين 4% و6%، مؤكدة بذلك طابعها كمنصات متخصصة (نيش).

ويشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، والذين يقطنون بشكل رئيسي في المناطق الحضرية، الشريحة الأكبر من مستخدمي هذه المنصات، وهو نمط يظل ثابتاً عاماً بعد عام.

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل المنصات و19% من المغاربة خارج الشبكة

وأبرز باروميتر 2025 الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تطور هذا النظام البيئي الرقمي. فقد عزز “ميتا إيه آي” (Meta AI) القدرة التنافسية لواتساب وفيسبوك، بينما اكتسب إنستغرام جاذبية إضافية بفضل استراتيجيته المعتمدة على “الريلز” (Reels). كما تفتح تطبيقات جديدة مثل “بليند” (Blend) أو “إيديتا” (Edita)، المتخصصة في إنشاء المحتوى بمساعدة الذكاء الاصطناعي، آفاقاً جديدة في عالم إنتاج المحتوى الرقمي.

ويوظف يوتيوب بدوره الذكاء الاصطناعي لتسهيل إنشاء واستهلاك المحتوى، مع تقديم إعلانات تفاعلية وميزة الدبلجة التلقائية لمقاطع الفيديو. كما يستثمر تيك توك في الذكاء الاصطناعي، مقدماً أدوات إبداعية متقدمة وتجربة تجارة إلكترونية متنامية.

وعلى الرغم من الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي، أشار الباروميتر إلى أن 19% من المغاربة لا يزالون خارج نطاق استخدامها، وهي نسبة ترتفع بشكل خاص بين كبار السن، وسكان المناطق القروية، والفئات الاجتماعية والاقتصادية الأقل دخلاً. ويسلط هذا الواقع الضوء على التحديات الكبيرة المتعلقة بالإدماج الرقمي وضرورة سد الفجوات، وهو ما يقع في صلب طموحات النموذج التنموي الجديد.

وخلص باروميتر 2025 إلى أن المشهد الاجتماعي المغربي يزداد اتصالاً بالإنترنت، ولكنه يسير بسرعات متفاوتة. ويتمثل التحدي الآن في تحويل هذه المنصات إلى روافع للإدماج والإبداع والترابط الاجتماعي، مع الحرص على عدم ترك أي شخص على هامش الطريق الرقمي.

شارك المقال:

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

إشهار

هذه المساحة مخصصة للإعلانات. دعمك يساهم في استمرار الموقع وتقديم محتوى إخباري مميز.

انضم إلى العائلة!

اشترك في النشرة الإخبارية.

لقد تم اشتراكك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.
Edit Template

معلومات عنا

موقع المحيط الإخباري: هنا، الخبر يبدأ بالإنسان وينتهي به. نحن منصة إخبارية شاملة تضع الإنسان في قلب اهتماماتها، مستكشفةً قصصه وتحدياته وآماله. لا نتعجل في نقل الحدث، بل نقدم تفاصيله بعمق، ونطرح الأسئلة التي تقود إلى فهم أوسع. نغطي الأحداث المحلية والإقليمية والدولية بمنظور تحليلي مختلف، مع اهتمام خاص بتقديم المعرفة في مجالات المستقبل التي تشكل عالمنا القادم. كل ذلك في إطار من الدقة والمسؤولية واحترام أخلاقيات العمل الصحفي

  شروط الاستخدام © 2025 Created By M AGENCY