المغرب وبريطانيا يدشنان شراكة استراتيجية شاملة تعكس تاريخاً دبلوماسياً يمتد 800 عام

في خطوة دبلوماسية مهمة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين الضفتين، أعلنت المملكة المغربية والمملكة المتحدة تدشين عهد جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة والأصيلة، مستندتين في ذلك إلى إرثهما المشترك الاستثنائي والإنجازات الثنائية المتراكمة عبر القرون.

جاء هذا الإعلان التاريخي في بيان مشترك حمل عنوان “المملكة المغربية والمملكة المتحدة تبرمان شراكة استراتيجية معززة”، والذي تم توقيعه يوم الأحد بالعاصمة الرباط، وذلك في أعقاب اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره البريطاني وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية ديفيد لامي.

أكدت المملكتان من خلال هذا الاتفاق التزامهما الراسخ بتعميق أواصر التعاون في جميع المجالات، حيث ستشمل هذه الشراكة الرائدة والمستقبلية قطاعات حيوية متعددة تشكل محور تعاون معزز ومتنوع. تغطي هذه المجالات طيفاً واسعاً يبدأ بالأمن والدفاع، ويمتد ليشمل التجارة والاستثمارات، بالإضافة إلى قطاعات استراتيجية حديثة مثل إدارة الموارد المائية وقضايا المناخ والانتقال الطاقي.

كما تشمل الشراكة الجديدة مجالات حيوية أخرى تتمثل في الصحة والتعليم والبحث العلمي والابتكار، وصولاً إلى حقوق الإنسان والتبادلات الثقافية والرياضية، مما يعكس رؤية شاملة للتعاون تتجاوز الحدود التقليدية لتشمل جوانب الحياة المجتمعية والإنسانية.

وفقاً للبيان المشترك، يتعهد كل من المغرب والمملكة المتحدة بالعمل كشريكين استراتيجيين لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية المعاصرة بروح تضامنية، والدفاع المشترك عن مبادئ السلام والأمن والتسامح وحقوق الإنسان. وأشار البيان إلى أن الروابط المتميزة بين المملكتين ترتكز على قاعدة متينة من القيم المشتركة والمصالح المتقاطعة.

يستند هذا التعاون المعزز إلى جذور تاريخية عريقة تجعل من العلاقة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة إحدى أعرق العلاقات الدبلوماسية في العالم، حيث تمتد جذورها إلى أكثر من ثمانية قرون مضت. فمنذ التواصل الأول الموثق بين المملكتين في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، وحتى المبادلات والتفاعلات الحالية، شكلت الروابط التاريخية الدائمة بين الملوك المغاربة والبريطانيين الركيزة الأساسية لهذا التحالف الفريد من نوعه.

تأتي هذه الشراكة الاستراتيجية المعززة في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحولات جوهرية وتحديات معقدة، مما يجعل من التعاون بين الدول ذات القيم المشتركة ضرورة حتمية لمواجهة هذه التحديات بفعالية. وتعكس هذه المبادرة رؤية مشتركة للمستقبل تقوم على الشراكة الحقيقية والتعاون البناء في خدمة مصالح الشعبين والمنطقة والعالم.

إن تدشين هذا العهد الجديد من الشراكة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي وبناء جسور أقوى بين الحضارات والثقافات، ويؤكد على أن العلاقات الدبلوماسية العريقة يمكنها أن تتطور وتزدهر لتواكب متطلبات العصر الحديث وتحدياته المعاصرة.

شارك المقال:

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

إشهار

هذه المساحة مخصصة للإعلانات. دعمك يساهم في استمرار الموقع وتقديم محتوى إخباري مميز.

انضم إلى العائلة!

اشترك في النشرة الإخبارية.

لقد تم اشتراكك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.
Edit Template

معلومات عنا

موقع المحيط الإخباري: هنا، الخبر يبدأ بالإنسان وينتهي به. نحن منصة إخبارية شاملة تضع الإنسان في قلب اهتماماتها، مستكشفةً قصصه وتحدياته وآماله. لا نتعجل في نقل الحدث، بل نقدم تفاصيله بعمق، ونطرح الأسئلة التي تقود إلى فهم أوسع. نغطي الأحداث المحلية والإقليمية والدولية بمنظور تحليلي مختلف، مع اهتمام خاص بتقديم المعرفة في مجالات المستقبل التي تشكل عالمنا القادم. كل ذلك في إطار من الدقة والمسؤولية واحترام أخلاقيات العمل الصحفي

  شروط الاستخدام © 2025 Created By M AGENCY