شهدت قضية اختفاء الشاب المغربي مروان المقدم، التي هزت الرأي العام بعد فقدان أثره في 24 مايو 2024 على متن باخرة لشركة “أرماس” بين الناظور وموطريل، تطوراً جديداً ومثيراً قد يساهم في فك خيوط هذا اللغز المحير.
ففي تطور مفاجئ، كشف شقيقه محمد عن تلقي العائلة شهادة صادمة من أحد الركاب الذين كانوا على متن الباخرة. هذه الشهادة، التي قد تكون المفتاح لكشف مصير مروان، تروي تفاصيل مرعبة.
أفاد الشاهد أنه رأى ثلاثة رجال يعتدون بوحشية على شاب، يرجح أنه مروان، ويضربونه بآلة حادة على رقبته حتى سقط مغشياً عليه، قبل أن يسحبوه إلى غرفة مجاورة.
وأضاف الشاهد أنه سمع لاحقاً أصوات شجار من داخل تلك الغرفة، مما قد يشير إلى أن الضحية استعاد وعيه وقاوم مهاجميه.
الأمر الأكثر إثارة هو أن الشاهد أكد أنه وثّق الحادثة بالكامل عبر كاميرا مثبتة في سيارته، مستفيداً من زجاجها المظلم الذي حال دون كشف أمره. ورغم أنه سلم قرصاً يحتوي على التسجيل للعائلة عبر وسيط، كانت المفاجأة أن القرص وصل فارغاً، مما يضيف طبقة جديدة من الغموض.
ولا يزال شقيق الضحية، محمد، يسعى جاهداً للتواصل مجدداً مع الشاهد للحصول على نسخة أخرى من التسجيل الذي يعتبر دليلاً حاسماً.
يأتي هذا التطور في وقت تتواصل فيه حملة المقاطعة التي أطلقها مغاربة مقيمون بالخارج، خاصة من منطقة الريف، تحت وسم (#كلنا_مروان_المقدم).
وتهدف الحملة للضغط على شركة “أرماس” التي يتهمونها بالتزام صمت غير مقبول والتنصل من مسؤوليتها. ويرى منظمو الحملة أن التعامل مع الشركة هو “تطبيع للإهمال وغياب الشفافية في شروط السلامة البحرية”، داعين السلطات الإسبانية والمغربية إلى تحمل مسؤولياتها ونشر نتائج التحقيق.
ومع هذه المعطيات الجديدة، تجدد عائلة المقدم مناشدتها لكل من لديه أي معلومات، مهما كانت بسيطة، أن يتقدم بها إلى السلطات، مؤكدة أن تعاون الشهود هو العامل الحاسم لحل القضية. وبينما يبقى الأمل معقوداً على الحصول على التسجيل المصور، يمثل هذا الخيط الجديد بصيص أمل لعائلة مروان التي تسعى بكل السبل للحصول على إجابة شافية تنهي معاناتها وتكشف حقيقة ما جرى لابنها في تلك الليلة المشؤومة.