أعلنت شركة تسلا الأمريكية متعددة الجنسيات، الرائدة عالميًا في مجال السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، عن دخولها الرسمي إلى السوق المغربية عبر تأسيس فرع محلي يحمل اسم “تسلا المغرب” بتاريخ 27 مايو 2025، وذلك وفق إشعار قانوني حديث. تأسست الشركة الجديدة كشركة ذات مسؤولية محدودة برأسمال اجتماعي قدره 27,527,400 درهم مغربي، موزعًا على 275,274 حصة بقيمة 10 دراهم لكل حصة، ويقع مقرها الرئيسي في برج كريستال بمارينا الدار البيضاء، في قلب العاصمة الاقتصادية للمملكة.
تأسست “تسلا المغرب” من قبل شركتين تابعتين للمجموعة الأم، وهما Tesla International B.V.، المركز الإقليمي لعمليات تسلا في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأستراليا، وTesla Motors Netherlands B.V.، الفرع الهولندي الراسخ للشركة.
وتتمثل أهداف الشركة في استيراد وتوزيع وبيع وصيانة وإصلاح المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى أنظمة تخزين الطاقة وتوفير مركبات بديلة، مع التزام بنشر بنية تحتية متطورة لشحن السيارات الكهربائية على الصعيد الوطني. يُذكر أن تسلا كانت قد بدأت في أكتوبر 2021 تركيب أولى محطات الشحن السريع في إفريقيا، تحديدًا في طنجة والدار البيضاء، ما يمهد الطريق لتوسع أوسع في السوق المغربية والأفريقية.
إلى جانب نشاطها في التنقل الكهربائي، تسعى تسلا المغرب إلى الترويج لحلول الطاقة الشمسية، بما في ذلك الألواح الكهروضوئية وخدمات الشبكات وتقنيات الطاقة النظيفة الأخرى، مع توفير خدمات الهندسة، التدريب، الدعم الفني، وبيع الملحقات، تماشيًا مع مهمة تسلا العالمية في تسريع التحول نحو الطاقة المستدامة.
وقد تم تعيين مديرين اثنين لإدارة فرع تسلا في المغرب، وهما رافائيل أركيزا مارتن، إسباني الجنسية، وشاهين أوليفر خورشيدبناه، أمريكي الجنسية، للإشراف على العمليات داخل المملكة.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أوسع لتسلا في المغرب، التي تشمل بناء أول مصنع لها في إفريقيا بمدينة القنيطرة باستثمار يقدر بخمسة مليارات دولار على مساحة 300 هكتار، بالقرب من ميناء طنجة المتوسط الاستراتيجي. من المتوقع أن ينتج المصنع 400,000 سيارة سنويًا، ويخلق حوالي 25,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مع بدء البناء في سبتمبر 2025 وبدء الإنتاج نهاية 2027، وإطلاق أولى السيارات المصنعة محليًا في 2028. المصنع سينتج طراز “موديل Y” وطرازًا كهربائيًا مدمجًا جديدًا بسعر يبدأ من 25,000 دولار، موجهًا بالأساس للأسواق الناشئة في إفريقيا وخارجها.
اختيار المغرب جاء استراتيجيًا بفضل موقعه الجغرافي المتميز، استقراره السياسي، وجودة اليد العاملة، بالإضافة إلى البنية التحتية اللوجستية المتطورة، سيما ميناء طنجة المتوسط الذي أصبح من أكبر الموانئ في إفريقيا والعالم. ويعكس هذا المشروع الطموح مكانة المغرب كمنصة صناعية رائدة في قطاع السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، ويعزز دوره كمركز جذب للاستثمارات العالمية في التكنولوجيا الخضراء.
بهذا الإعلان، تؤكد تسلا التزامها بالمساهمة في التحول الطاقي الوطني ودعم التنمية الصناعية المستدامة في المغرب، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين القطاعين العام والخاص، ويعزز مكانة المملكة على خارطة الابتكار والتكنولوجيا النظيفة في القارة الأفريقية والعالم.