اجتاح ChatGPT، روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي من OpenAI، العالم منذ إطلاقه في نوفمبر 2022. وما بدأ كأداة لتعزيز الإنتاجية عبر كتابة المقالات والأكواد البرمجية من خلال أوامر نصية قصيرة، تطور ليصبح عملاقاً يجذب 300 مليون مستخدم نشط أسبوعياً.
كان عام 2024 عاماً حافلاً لشركة OpenAI، بدءاً من شراكتها مع آبل لتقديم خدمتها للذكاء الاصطناعي التوليدي “Apple Intelligence”، ومروراً بإصدار نموذج GPT-4o بقدراته الصوتية، وصولاً إلى الإطلاق المرتقب لنموذج تحويل النص إلى فيديو “Sora”. كما واجهت الشركة نصيبها من الدراما الداخلية، بما في ذلك الاستقالات البارزة لمديرين تنفيذيين رفيعي المستوى مثل المؤسس المشارك وكبير العلماء إيليا سوتسكيفر، والمديرة التقنية ميرا موراتي. ولم تسلم OpenAI من المشاكل القانونية، حيث رفعت ضدها صحف تابعة لمجموعة “ألدن غلوبال كابيتال” دعاوى قضائية تزعم انتهاك حقوق النشر، بالإضافة إلى دعوى من إيلون ماسك لوقف تحول الشركة إلى كيان ربحي.
ومع دخول عام 2025، تجد OpenAI نفسها في معركة لمواجهة التصور بأنها تتنازل عن مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي لصالح منافسين صينيين مثل DeepSeek. وتحاول الشركة تعزيز علاقتها مع واشنطن بينما تسعى في الوقت ذاته لتنفيذ مشروع طموح لمراكز البيانات، وتستعد لما يُقال إنها واحدة من أكبر جولات التمويل في التاريخ.
أبرز تحديثات ChatGPT خلال عام 2025
شهد شهر يونيو إعلان OpenAI عن استهلاك استعلام ChatGPT العادي طاقة تكفي لتشغيل مصباح كهربائي لبضع دقائق، بالإضافة إلى إطلاق o3-pro، وهو نسخة مطورة من نموذج الاستدلال o3. كما قامت بترقية وضع المحادثة الصوتية لجميع المستخدمين المدفوعين، وأضافت ميزات جديدة للأعمال مثل تسجيل الاجتماعات وربطها بخدمات جوجل درايف وBox.
وفي شهر مايو، كشفت OpenAI عن خططها للاستحواذ على شركة الأجهزة الناشئة io مقابل 6.4 مليار دولار، معتبرة أن الأجهزة ستعزز نمو ChatGPT. كما أطلقت وكيلها للبرمجة Codex، وأعلن رئيسها التنفيذي سام ألتمان عن طموحه لجعل ChatGPT أكثر تخصيصاً عبر تسجيل كل تفاصيل حياة المستخدم. وشهد الشهر أيضاً إطلاق نموذجي GPT-4.1 و GPT-4.1 mini، وربط ميزة البحث العميق مع GitHub.
أما شهر أبريل فكان مليئاً بالتحديات، حيث اضطرت الشركة للتراجع عن تحديث لنموذج GPT-4o بعد أن أصبح “متملقاً ومداهناً” بشكل مفرط. كما عملت على إصلاح “خلل” سمح للقاصرين بالدخول في محادثات غير لائقة. وفي المقابل، أضافت ميزات لتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت، وأطلقت نموذجي الاستدلال o3 وo4-mini، بالإضافة إلى نماذج GPT-4.1 المخصصة للبرمجة.
وخلال شهر مارس، أعلنت الشركة عن خططها لإصدار نموذج لغوي “مفتوح” جديد، وأزالت القيود على توليد الصور لشخصيات عامة ورموز مثيرة للجدل، مما أثار مخاوف بشأن حقوق النشر. كما كشفت تقارير عن توقعات الشركة بمضاعفة إيراداتها ثلاث مرات لتصل إلى 12.7 مليار دولار هذا العام، وأجرت تحديثات على قيادتها لتعزيز توسعها العالمي.
وفي فبراير، ألغت OpenAI خطط إطلاق نموذج o3 كمنتج مستقل، مفضلة دمج تقنياته في نموذج الجيل القادم الموحد GPT-5. وكشفت تحليلات جديدة أن استهلاك ChatGPT للطاقة قد يكون أقل مما كان يُعتقد سابقاً.
بدأ العام في شهر يناير بإطلاق OpenAI لنموذج الاستدلال o3-mini، وكشفت تقارير أن 85% من مستخدمي التطبيق على الهواتف هم من الذكور. كما أطلقت الشركة خطة ChatGPT Gov للوكالات الحكومية الأمريكية، وأعلنت عن أداة “Operator”، وهي وكيل ذكاء اصطناعي يمكنه أداء المهام بشكل مستقل عبر متصفح الويب.