يستطيع كل منا على الأرجح أن يذكر بشكل فوري عددا من العبارات التي تثير الاستياء في بيئة العمل. فالمصطلحات الغبية وغير الصادقة هي جزء لا يتجزأ من عالم الشركات تماما مثل آلة صنع القهوة المشتركة المتسخة وذلك الشخص الذي يصر على تسخين السمك في المايكروويف. ولكن عندما يتعلق الأمر بإعلانات الوظائف، يقول أحد الخبراء إن هذه العبارات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لأنها مؤشرات على نوع بيئة العمل التي قد تدخل إليها.
تقول أماندا أوغستين، وهي مدربة مهنية معتمدة لدى منصة بناء السير الذاتية Resume.AI، إن العديد من العبارات الشائعة في إعلانات الوظائف هي بمثابة علامات تحذير خطيرة. وذكرت أن سبع عبارات على وجه الخصوص هي إشارات تدفعك للبحث والتحري والمضي قدما بحذر، أو ربما حتى الهرب في الاتجاه المعاكس.
إليك 7 عبارات تحذيرية في إعلانات الوظائف تعني عادة أنك ستكون مرهقا ومهمشا:
1. “بيئة عمل سريعة الوتيرة”
يشير هذا عادة إلى مكان عمل يكون فيه التغيير السريع هو القاعدة، ويكون الموظفون غالبا تحت ضغط لتسليم المهام في مواعيدها النهائية، والتوفيق بين مهام متعددة في وقت واحد، والتكيف المستمر مع الأولويات المتغيرة. قد يعني ذلك أنها وظيفة ديناميكية حقا، أو قد يعني أن المكان عبارة عن فوضى ناتجة عن سوء الإدارة حيث يقوم كل شخص بوظيفة شخصين. فاحذر!
2. “نحن نعمل بجد ونلهو بجد”
قالت أوغستين إن هذه العبارة تستخدم غالبا للترويج لثقافة ممتعة وعالية الطاقة، لكنها يمكن أن تكون علامة تحذيرية، لأن جزء “نعمل بجد” يعني عادة ساعات عمل طويلة. أما النصف الثاني فهو أكثر إثارة للقلق، إذ يشير إلى وجود توقع للمشاركة في أنشطة اجتماعية خارج ساعات العمل، والأسوأ من ذلك كله، وجود حدود غير واضحة بين العمل والحياة الشخصية. قد يحب البعض منا هذا النمط من الحياة، لكن وظيفة كهذه ستجبرك على القيام بذلك سواء أردت أم لا.
3. “مبادر ذاتي يمكنه أخذ زمام المبادرة”
الترجمة الحقيقية: من المحتمل أننا لن ندربك بشكل كاف وسنجعلك تتعلم من خلال التجربة والخطأ، ولكن سيكون هناك أيضا رد فعل عنيف عندما ترتكب الأخطاء حتما. وقالت أوغستين إن هذه غالبا ما تكون علامة على نقص في التنظيم أو الدعم أو المسؤوليات المحددة بوضوح. ورغم أن كونك استباقيا هو ميزة بالتأكيد، إلا أن هذه العبارة تشير إلى أنه سيتم استغلال ميولك هذه.
4. “نحن مثل العائلة”
أوضحت أوغستين أنه في حين أن هذه العبارة تهدف إلى الإيحاء ببيئة عمل تعاونية وداعمة، إلا أنها يمكن أن تكون أيضا علامة تحذير على أن الشركة تتوقع من الموظفين بذل جهد إضافي دون مقابل مادي أو حدود واضحة. هذه العبارة هي علامة تحذير لجميع أنواع الحدود غير الواضحة، بما في ذلك وجود ضغط غير معلن لإعطاء الأولوية للشركة على حساب نفسك.
5. “إمكانية كسب غير محدودة”
تبدو رائعة، أليس كذلك؟ لكنها تعني بشكل شبه مؤكد أن الوظيفة تعتمد بشكل كبير، إن لم يكن كليا، على العمولة وتتمحور حول المكافآت، وليس الراتب. وهذا يعني دخلا غير مستقر، خاصة في البداية، وتفاوتا كبيرا في الدخل بين الموظفين الجدد والقدامى. وهي أيضا علامة تحذير كبرى لعمليات الاحتيال وشركات التسويق متعدد المستويات وغيرها من الوظائف الشبيهة بالهرمية. توخ الحذر الشديد.
6. “وظيفة للمبتدئين” لكنها تتطلب خبرة
هذا تناقض لفظي منتشر في كل مكان تقريبا هذه الأيام، لكن أوغستين قالت إنه لا ينبغي التغاضي عنه لمجرد أنه شائع. وأضافت أن هذه علامة تحذير شائعة تشير إلى توقعات وظيفية غير واقعية، سواء كان ذلك يعني راتبا منخفضا لوظيفة تتطلب خبرة أكبر، أو وظيفة للمبتدئين حقا ولكن بمسؤوليات تفوق طاقتهم. في كلتا الحالتين، الأمر غير عادل، وفي الحالة الأخيرة، فإنه يهيئك للفشل.
7. “شغوف بالوظيفة”
قالت أوغستين إن هذه العبارة عادة ما تكون رمزا لـ “لا يمكننا أن نقدم راتبا مجزيا أو توازنا بين العمل والحياة، لكننا نأمل أن يعوض حبك للعمل عن ذلك”. لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة بالطبع، فبالإضافة إلى الراتب المنخفض، من المرجح أنك ستقضي ساعات طويلة في العمل أو تتحمل مسؤوليات إضافية دون دعم أو تعويض. وليس هناك أي قدر من “الشغف” يمكن أن يمحو آثار ذلك.