أسدل الستار أخيرا على واحدة من أكثر الفترات ضبابية في تاريخ نادي الرجاء الرياضي، حيث حسم جواد الزيات معركة الرئاسة لصالحه، ليعود من جديد إلى قيادة القلعة الخضراء بعد جمع عام ماراثوني امتد حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بالدار البيضاء.
ففي ليلة انتخابية حبست أنفاس الرجاويين، انتزع الزيات ثقة المنخرطين بفوز كاسح في الدور الثاني، حاصدا 91 صوتا مقابل 43 فقط لمنافسه الرئيس المؤقت عبد الله بيرواين، منهيا بذلك حالة من الجدل والتنافس الشديد الذي طبع المشهد الانتخابي بمشاركة سعيد حسبان أيضا. هذا الفوز لم يكن مجرد تصويت، بل كان رسالة واضحة من قاعدة النادي برغبتها في عودة الاستقرار وفتح صفحة جديدة.
ولاية الزيات الجديدة، التي تمتد لأربع سنوات، لا تأتي على بساط من حرير، بل هي محملة بتركة ثقيلة وتطلعات جماهيرية عريضة. فالرجل الذي سبق له أن أهدى النادي ألقابا غالية أبرزها درع البطولة الاحترافية وكأس الكونفدرالية والسوبر الإفريقي، يجد نفسه اليوم أمام تحدي إعادة بناء الثقة وتصحيح المسار الإداري والمالي الذي اهتز في السنوات الأخيرة.
ملفات حارقة تنتظر الرئيس الجديد على طاولته، على رأسها الأزمة المالية الخانقة التي تتطلب حلولا مبتكرة وعاجلة، وملف الميركاتو الصيفي الذي ينتظر منه الجمهور تعزيزات وازنة تعيد للفريق هيبته القارية والمحلية. بالإضافة إلى ذلك، سيكون على الزيات وفريقه العمل على وضع استراتيجية طويلة الأمد ترتكز على الاستدامة المالية وتطوير البنى التحتية، لضمان عدم تكرار الهزات التي عاشها النادي.
ومع أن الضغوط هائلة والتحديات جسيمة، إلا أن هناك موجة من التفاؤل الحذر تسود بين أنصار “النسور”، الذين يعلقون آمالا كبيرة على خبرة الزيات وقدرته على لم الشمل وتجاوز الصعاب. فهل ينجح “المهندس” في إعادة تصميم مستقبل الرجاء ليعود كما عهده عشاقه، فريقا للألقاب ومنصة للتتويجات؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
