كشف استطلاع حديث للرأي أجراه المعهد الملكي الإسباني إلكانو عن خريطة معقدة للمواقف في إسبانيا تجاه القضايا الدولية، حيث يجمع الإسبان بين دعم حلف الناتو والتخوف من زيادة الإنفاق العسكري، مع مواقف لافتة تجاه الصراع في أوكرانيا وفلسطين.
ورغم أن 85% من الإسبان يؤيدون بقاء بلادهم في حلف شمال الأطلسي، فإنهم منقسمون تمامًا حول زيادة الإنفاق الدفاعي، حيث يعارض 51% تخصيص ميزانية أكبر للجيش على حساب الخدمات العامة، بينما يؤيد ذلك 49%. وفي تحول تاريخي، يدعم 52% من الإسبان إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو ما يشير إلى تغير في المقاومة التقليدية للتدخل العسكري الخارجي.
على صعيد التهديدات الخارجية، لا يرى 60% من المواطنين أي خطر يهدد أمن بلادهم. أما النسبة المتبقية (40%)، فتعتبر المغرب التهديد الرئيسي بنسبة 55%، تليه روسيا (33%)، ثم الولايات المتحدة بنسبة 19%، وهو تصور مرتبط بشكل مباشر بسياسات إدارة ترامب.
أما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد أظهر البارومتر أن 82% من الإسبان، بالإضافة إلى الحكومة، يتفقون على أن ما ترتكبه حكومة نتنياهو في قطاع غزة يرقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية”. وأشار التقرير إلى أن هذه الإدانة القوية لم تترجم إلى تصاعد في معاداة السامية، حيث يميز المجتمع بين الحكومة الإسرائيلية والشعب اليهودي الذي يحظى بتقييم إيجابي.
ويجمع الإسبان على أن الحل يكمن في إقامة دولتين، حيث يطالب 78% منهم بضرورة اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية. واللافت أن هذا الدعم لا يقتصر على ناخبي اليسار (98%)، بل يشمل أيضًا 82% من ناخبي اليمين، مما يكسر الصورة النمطية لدعم اليمين المطلق لإسرائيل.
وفي المواجهة بين القوى العالمية، تدهورت صورة الولايات المتحدة بشكل حاد في إسبانيا، حيث انخفض الدعم لها من 35% إلى 11% فقط خلال عام واحد، ويعزو التقرير ذلك إلى تأثير ولاية دونالد ترامب. في المقابل، تكتسب الصين بعض التعاطف، ويتفوق رئيسها شي جين بينغ في تقييم الرأي العام على ترامب.
وينظر الإسبان بقلق بالغ إلى عودة ترامب المحتملة، حيث يعتقد 61% منهم أنها ستضر بمصالح إسبانيا، خاصة على الصعيد التجاري والاقتصادي (83%)، بينما يخشى 68% من تأثيرها السلبي على الشعب الأمريكي نفسه.