أعلنت النيجر عن رغبتها في الاستفادة من الخبرة المغربية لإطلاق شركة طيران وطنية جديدة، وذلك في إطار تعاون أوسع بين البلدين في مجال النقل، وفق ما أكده عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك المغربي.وأوضح قيوح، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذا الطلب تم التعبير عنه خلال اجتماع رفيع المستوى عُقد بالرباط يوم 16 يوليوز، وجمعه بنظيره النيجري عبد الرحمن عمادو، وزير النقل والطيران المدني في النيجر. وقد أبدى الجانب النيجري اهتمامًا خاصًا بالاستفادة من التجربة المغربية في تطوير قطاع الطيران، خاصة على مستوى إنشاء شركة طيران وطنية، إلى جانب تطوير البنية التحتية وإصلاح الأطر التنظيمية، وذلك حسب ما كشفه موقع ch-aviation.
وقال قيوح: “عبّر الوفد النيجري عن رغبته في الاستفادة من التجربة المغربية، خصوصًا في مجال تأسيس شركة طيران داخلية”.ويأتي هذا التحرك في إطار خطة شاملة وضعتها النيجر لتطوير نظام نقل متكامل وفعّال، بهدف تجاوز التحديات المرتبطة بموقعها الجغرافي كدولة غير ساحلية.وأكد الوزير المغربي التزام الرباط بإقامة شراكة رابح-رابح مع نيامي، تقوم على تبادل الخبرات وتوفير الدعم الفني والتكوين، إضافة إلى نقل المعرفة.وقد تم تسليط الضوء خلال اللقاء على تجربة المغرب في تحديث المطارات، إضافة إلى “المبادرة الأطلسية” التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2023، والتي تروم ربط دول الساحل غير الساحلية، مثل النيجر، مالي، تشاد وبوركينا فاسو، بالمحيط الأطلسي من خلال ممرات لوجستية وتجارية حديثة.وصرّح قيوح بأن اللقاء شكل فرصة لتجديد التأكيد على الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة المغربية-النيجرية في مجالات النقل واللوجستيك.وكانت النيجر قد أعلنت في فبراير الماضي عن نيتها إطلاق شركة طيران وطنية جديدة، إلى جانب دعمها لفكرة تأسيس شركة طيران إقليمية مشتركة بين دول “تحالف دول الساحل” (AES) التي تضم كلًا من بوركينا فاسو ومالي والنيجر. وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع لتعزيز الترابط الاقتصادي وتسهيل التنقل الجوي بين العواصم الثلاث: باماكو، نيامي وواغادوغو.يُذكر أن شركة الطيران السابقة “نيجر إيرلاينز”، التي تأسست سنة 2012 وبدأت عملياتها سنة 2014، توقفت عن العمل في نونبر 2022 بعد تعليق نشاطها من قبل السلطات بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وقد تم بيع آخر طائراتها من طراز Fokker 50 لشركة “بيزي بي كونغو” في مارس 2025.أما سابقتها “إير نيجر”، فقد اشتغلت ما بين عامي 1966 و1993.وفي سياق متصل، كانت النيجر قد أغلقت مجالها الجوي مؤقتًا في غشت 2023 عقب الانقلاب العسكري، خشية تدخل عسكري خارجي. وقد أعيد فتح الأجواء في شتنبر من العام ذاته، باستثناء الرحلات القادمة من فرنسا، بسبب خلافات سياسية مستمرة. وكانت شركة “إير فرانس” تعتزم استئناف رحلاتها إلى النيجر في يوليوز الجاري، لكنها أجلت ذلك إلى شتنبر 2025.