يُعتبر حجم مبيعات الإسمنت مؤشراً اقتصادياً لا يخطئ، يعكس بدقة نبض قطاعي البناء والأشغال العمومية. وتؤكد الأرقام الصادرة حديثاً عن وزارة الإسكان أن هذا القطاع الحيوي يشهد دينامية قوية، مما يبشر بانتعاش مستمر في الدورة الاقتصادية.
وبلغة الأرقام، كشفت الوزارة في مذكرتها الشهرية أن استهلاك الإسمنت واصل ارتفاعه الملحوظ ليصل إلى أكثر من 8.28 مليون طن مع نهاية شهر يوليوز 2025، محققاً بذلك قفزة نوعية بنسبة 11.03% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتزداد هذه الصورة إشراقاً عند النظر إلى أداء شهر يوليوز لوحده، الذي شهد نمواً استثنائياً بنسبة 17.57%.
ويتصدر قطاع التوزيع قائمة المستهلكين بحصة تقارب 4.57 مليون طن، وهو ما يدل على حركية في مشاريع البناء الصغيرة والمتوسطة، يليه قطاع الخرسانة الجاهزة بـ 2.04 مليون طن، مما يعكس استمرار الأوراش الكبرى ومشاريع البنية التحتية التي استهلكت لوحدها أكثر من نصف مليون طن.
وتستند هذه الإحصائيات الدقيقة، التي تعد مرآة للواقع الميداني، إلى المعطيات التي جمعتها الجمعية المهنية لشركات الإسمنت من أعضائها الرئيسيين، بما في ذلك أسمنت تمارة، وأسمنت الأطلس، وأسمنت المغرب، ولافارج هولسيم، ونوفاسيم.editmore_vert