توفي القاضي فرانك كابريو، الذي اشتهر ببرنامجه “Caught in Providence” وأصبح نجمًا عالميًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل تعاطفه ولطفه وإنسانيته، عن عمر يناهز 88 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان البنكرياس.
وقد نعته عائلته في منشور مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيه: “لقد أثر القاضي كابريو في حياة الملايين من خلال عمله في قاعة المحكمة وخارجها، وكان محبوبًا لتعاطفه وتواضعه وإيمانه الراسخ بطيبة الناس. لقد ترك دفئه وروح الدعابة ولطفه علامة لا تُمحى على كل من عرفه”.
لم يكن القاضي كابريو مجرد قاضٍ في محكمة بلدية، بل تحول إلى ظاهرة عالمية. بدأت قصته عندما وافق على اقتراح زوجته بتصوير جلسات محكمته الفعلية وبثها في برنامج تلفزيوني محلي. سرعان ما انتشرت مقاطع من هذا البرنامج، “Caught in Providence”، بشكل هائل على الإنترنت، وحققت مليارات المشاهدات عبر منصات مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك.
ما جعل القاضي كابريو أيقونة عالمية لم يكن مجرد عرض إجراءات المحكمة، بل كان أسلوبه الإنساني الفريد. فقد كان يرى ما وراء المخالفات البسيطة، مستمعًا بعناية لقصص الناس وظروفهم الشخصية. كان يمزج بين الحكمة والرحمة، ويؤمن بأن العدالة يجب أن تُطبق بقلب رحيم. لقد أظهر للعالم أن قاعة المحكمة يمكن أن تكون مكانًا للفرص الثانية والتعاطف، وليس فقط للعقاب.
تحولت جلساته إلى دروس في الإنسانية، حيث كان يتعامل مع كل قضية بلمسة شخصية، سواء كان ذلك من خلال إشراك أطفال المتهمين في إصدار “الحكم” أو إلغاء الغرامات عن الذين يمرون بظروف حياتية صعبة. هذا النهج الفريد في تحقيق العدالة، الذي يركز على الكرامة الإنسانية، هو ما جعله محبوبًا في جميع أنحاء العالم وحوّله من قاضٍ محلي في بروفيدنس إلى “قاضي الشعب” في قلوب الملايين.
سيُذكر القاضي فرانك كابريو ليس فقط بأحكامه، بل بالإرث الذي تركه كرمز للعدالة الرحيمة، وكدليل على أن اللطف والتعاطف يمكن أن يكون لهما أقوى الأثر.