كتب المنتخب المغربي للاعبين المحليين صفحة جديدة مشرقة في تاريخه الكروي، حين انتزع بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية لبطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين “الشان” 2024، وذلك بعد معركة حقيقية ضد نظيره السنغالي على أرضية ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة الأوغندية كمبالا.
معركة الأعصاب تحت الأضواء
شهدت المواجهة نصف النهائية إيقاعاً تنافسياً عالياً منذ صافرة البداية، حيث دخل الفريقان المباراة بعزيمة قوية وطموح واضح للوصول إلى النهائي المنشود. الجماهير في المدرجات أضفت على الأجواء لمسة خاصة، مما جعل من هذه المواجهة حدثاً كروياً استثنائياً.
السنغال تفتتح النتيجة بضربة مبكرة
لم تمض سوى 16 دقيقة على انطلاق المباراة حتى نجح المهاجم السنغالي لايوس سامب في هز شباك المنتخب المغربي بهدف أول، مستغلاً خطأ دفاعي بسيط ليضع منتخب بلاده في المقدمة. الهدف أشعل حماس اللاعبين السنغاليين وجعلهم يشعرون بالثقة في قدرتهم على حسم التأهل.
بوغرين ينتشل أسود الأطلس من المأزق
لكن رد فعل المنتخب المغربي جاء سريعاً ومدروساً، فبعد سبع دقائق فقط من الهدف الأول، أي في الدقيقة 23، نجح اللاعب الموهوب صابر بوغرين في إحراز هدف التعادل الثمين، مُعيداً بذلك التوازن إلى المباراة ومنحاً فريقه نفساً جديداً للمنافسة على بقية الوقت.
صراع محتدم يمتد إلى الوقت الإضافي
استمر الصراع المتكافئ بين الفريقين طوال الشوط الثاني، حيث تبادل الطرفان محاولات الهجوم دون أن ينجح أي منهما في كسر التعادل. الحذر التكتيكي والانضباط الدفاعي كانا السمة الغالبة، مما اضطر الحكم إلى إضافة 30 دقيقة إضافية، لكن النتيجة بقيت كما هي عليه.
المهدي لحرار بطل ركلات الترجيح
وصلت المواجهة إلى ذروة الإثارة والتشويق مع ركلات الترجيح، حيث برزت شخصية الحارس المغربي المهدي لحرار كبطل حقيقي للمباراة. لحرار أظهر مستوى رائعاً وردود فعل سريعة، حيث تصدى لأكثر من محاولة حاسمة من الجانب السنغالي، بينما نجح زملاؤه في الفريق في تسجيل ركلاتهم بثقة عالية وهدوء أعصاب مثير للإعجاب.
موعد مع التاريخ في النهائي
بهذا الانتصار المستحق، يحجز المنتخب المغربي مقعده في المباراة النهائية لبطولة “الشان”، حيث ينتظره تحدٍ جديد أمام منتخب مدغشقر الذي تمكن هو الآخر من الوصول إلى هذا الدور. المواجهة النهائية تحمل في طياتها أملاً كبيراً لأسود الأطلس في إضافة لقب قاري جديد إلى خزانة إنجازاتهم.
رسالة قوية من الكرة المغربية
هذا التأهل يؤكد مرة أخرى قوة وعمق الكرة المغربية على مستوى اللاعبين المحليين، ويبرهن على نجاح الاستراتيجيات التطويرية التي تتبعها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. كما يعكس هذا الإنجاز الروح القتالية والعزيمة الصلبة التي يتمتع بها اللاعبون المغاربة في المحافل الدولية.
الآن، كل الأنظار تتجه نحو المباراة النهائية المرتقبة، حيث سيسعى أسود الأطلس لتتويج مشوارهم الرائع في هذه البطولة بحمل الكأس الذهبية عالياً، في مشهد سيبقى محفوراً في ذاكرة عشاق الكرة المغربية لسنوات طويلة قادمة.
