في سعيها الدؤوب لإيجاد مصدر إيراداتها الضخم التالي، يبدو أن آبل لن تحتاج إلى البحث بعيداً. فوفقاً لمارك جورمان من وكالة بلومبرغ، تعمل الشركة على إعادة ابتكار هاتفها الأيقوني “آيفون” ليس عبر طراز واحد أو اثنين، بل ثلاثة نماذج ثورية مصممة لتغيير قواعد اللعبة.
أول هذه الهواتف سيصل الشهر المقبل ضمن حدث الإطلاق السنوي لشركة آبل. ويُقال إن “iPhone 17 Air”، الذي طال انتظاره، سيكون أنحف هاتف صنعته آبل على الإطلاق، متفوقاً حتى على iPhone 6 الذي أثار جدلاً واسعاً في عام 2014 عُرف بـ “فضيحة الانحناء”.
ومن المتوقع أن يحل هذا الطراز محل iPhone 16 Plus، ويؤكد جورمان بثقة أنه سيأتي بلون “أزرق فاتح”، وهو ما يتوافق مع النماذج التجريبية المسربة. كما سيستخدم الهاتف شريحة مودم من صنع آبل – ربما نفس شريحة C1 المستخدمة في iPhone 16e – وسيأتي بكاميرا خلفية واحدة مع دعم الشريحة الإلكترونية (eSIM) فقط.
أما الآيفون الثوري الثاني فسيكون هاتفاً قابلاً للطي على شكل كتاب، مشابهاً في تصميمه لهاتفي Galaxy Z Fold 7 من سامسونج و Pixel 10 Pro Fold من جوجل.
ويؤكد جورمان مجدداً أن إطلاق هذا الهاتف سيكون في عام 2026، كاشفاً عن تفاصيل جديدة لم تُذكر سابقاً، حيث سيستخدم تقنية Touch ID بدلاً من Face ID، وسيحتوي على أربع كاميرات، ولن يتضمن منفذاً لشريحة SIM فعلية.
ومن المحتمل أيضاً أن يستخدم الجيل الثاني من مودم آبل الخاص، الذي يُطلق عليه اسم “C2″، وستعتمد شاشته على تقنية العرض “in-cell”، والتي من شأنها “أن تساعد في جعل الثنية (التجعد) أقل وضوحاً وتحسين دقة اللمس”.
وكان المحلل المتخصص في سلسلة توريد آبل، مينغ-تشي كو، قد صرح سابقاً بأن الآيفون القابل للطي سيأتي بتصميم خالٍ من التجعد. هذه الثنية، التي تظهر في منتصف الشاشة المرنة عند فتحها وإغلاقها، هي العقبة التي لم يتمكن أي مصنع هواتف من التغلب عليها حتى الآن.
ورغم أن الشركات الرائدة مثل سامسونج وهونر وموتورولا قد نجحت في تقليل وضوحها، إلا أنها ظلت موجودة (وتزداد عمقاً مع الاستخدام المطول). وبصفته شخصاً قام بمراجعة كل أجيال هواتف سامسونج القابلة للطي منذ عام 2019، يشكك كاتب المقال في قدرة آبل على تحقيق ما فشل فيه الآخرون، لكنه يتمنى أن يثبت العكس.
ومع ذلك، فقد تقبل فكرة وجود الثنية في الهواتف الحالية كما تقبل سابقاً “النتوء” (Notch) في iPhone X و”الجزيرة الديناميكية” (Dynamic Island) في هواتف آيفون الحالية، مؤكداً أنه “لا يوجد هاتف مثالي على الإطلاق، فالتصاميم تأتي دائماً مع تنازلات”.
أما الآيفون الثالث، والذي يقول جورمان إنه لن يرى النور قبل عام 2027 – تزامناً مع الذكرى العشرين لإطلاق الآيفون – فسيشهد أخيراً تجديداً شاملاً للتصميم الحالي ذي الحواف المعدنية المسطحة والزجاج، والذي قدمته آبل مع سلسلة iPhone 12 في عام 2020.
ويذكر أن “آيفون 2027” سيتميز بـ”حواف زجاجية منحنية من جميع الجوانب”، وهو ما سيتناغم مع واجهة “الزجاج السائل” (Liquid Glass) اللامعة والعاكسة التي ستأتي مع نظام التشغيل iOS 26.
إذا صدقت توقعات جورمان، فإن تيم كوك يجهز بالفعل مجموعة جديدة من هواتف آيفون لتهدئة المخاوف بشأن فقدان الشركة بوصلتها الإبداعية.
فبعد التعثرات في مجال الذكاء الاصطناعي – حيث كانت خدمة “Apple Intelligence” وتحديثات “Siri” مخيبة للآمال – والتحديثات الطفيفة على منتجاتها، بالإضافة إلى انتقال عدد كبير من فريق التصميم للعمل مع شركة “LoveFrom” التي أسسها جوني آيف، كبير مسؤولي التصميم السابق في آبل، بدأ المستهلكون يتساءلون عما إذا كان عصر آبل كصانعة للتوجهات التقنية قد انتهى.
قد يكون هاتف iPhone 17 Air النحيف مجرد بداية، لكن إطلاق هاتف آيفون قابل للطي، يليه هاتف زجاجي بالكامل، قد يعيد الحشود للاصطفاف أمام متاجر آبل بشكل لم نشهده منذ ما قبل جائحة كوفيد-19.
