هل سبق لك أن شعرت بتعب مفرط رغم نومك لمدة اثنتي عشرة ساعة، لدرجة أنك تضطر إلى تأجيل التزاماتك المهنية أو العائلية لقضاء أكبر وقت ممكن في السرير؟ إذا كانت الإجابة نعم، فقد تكون مررت بتجربة ما يعرف بالكلينومانيا.
نعاس مرضي
مصطلح الكلينومانيا مشتق من الكلمات اليونانية κλίνη (klínē)، التي تعني “سرير”، وμμανία (manía)، التي تعني “هوس”. في المجال الطبي، يتم أحيانًا اعتباره مرادفًا لخلل النهوض من السرير. يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من رغبة مفرطة في البقاء في السرير، وهو نوع من “النعاس المرضي”، كما يعرفه موقع Clinomania.com المتخصص.
كم ساعة يجب أن ننام؟
يتفق الخبراء على أنه يوصى بالنوم ما بين سبع وتسع ساعات في الليلة. ومع ذلك، فإن هذه المدة غير كافية للأشخاص الذين يعانون من الكلينومانيا، والذين قد يبقون في السرير لأكثر من اثنتي عشرة ساعة.
لا رغبة في النهوض
بالنسبة للشخص المصاب بالكلينومانيا، ساعات النوم ليست كافية أبدًا: فهو لا يشعر بالرضا إلا عندما يقضي فترات طويلة في السرير، وبالتالي، يشعر بكسل مفرط، والأهم من ذلك، بقليل من الرغبة في النهوض.
ليست عادة صحية
ومع ذلك، فإن النوم من 12 إلى 14 ساعة في الليلة يؤثر على بقية اليوم ويمنع ممارسة حياة صحية ومنتظمة.
غالبًا ما يرتبط باضطراب القلق
غالبًا ما ترتبط الكلينومانيا باضطراب القلق، وخاصة الاكتئاب أو التعب المزمن، كما يشير موقع Psychologs.com. الأشخاص المصابون بالاكتئاب يميلون إلى الانعزال عن العالم الخارجي، وغالبًا ما يصبح السرير بالنسبة لهم شرنقة يصعب الخروج منها.
مشاكل الأرق
علاوة على ذلك، وكما تشير مؤسسة النوم، فإن قضاء وقت مفرط في السرير يمكن أن يضر بالصحة العقلية والجسدية. ومن المفارقات أن الاستلقاء لفترة طويلة جدًا يجعل النوم الليلي أكثر صعوبة. “تشير الأبحاث إلى أن الحد من الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير يمكن أن يحسن جودة النوم، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الأرق”، كما تكتب المؤسسة.
قضاء وقت طويل في وضع الاستلقاء مضر بالصحة
فيما يتعلق بالصحة البدنية، وفقًا لخبراء مؤسسة النوم، “إذا لم يغير الشخص وضعه أثناء الاستلقاء لفترة طويلة، فقد يصاب بقرح الفراش أو الجروح. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لنمط الحياة الخامل أن يقلل من قوة العضلات، ويضعف العظام، ويضر بالجهاز المناعي”.
أعراض الكلينومانيا
لمعرفة ما إذا كنت تعاني من الكلينومانيا، إليك بعض الأعراض المحتملة التي يجب ملاحظتها وفقًا لخبراء Psychologs.com. من بين أهمها: تقلبات مزاجية مفاجئة، نقص الاهتمام والمتعة في الخروج، أو أن ينظر إليك الآخرون على أنك كسول أو مماطل.
شعور بالذنب والحزن
بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالذنب، وإهمال العناية الشخصية والنظافة، والأرق، والحزن العميق هي أيضًا من أعراض الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب المستمر.
كيفية التعامل مع الكلينومانيا؟
مثل أي اضطراب أو إدمان، تتطلب الكلينومانيا بشكل مثالي دعمًا من أخصائي رعاية صحية. ومع ذلك، يقدم موقع Mentesabiertaspsicologia.com بعض النصائح المفيدة للتعامل معها بشكل أفضل.
وضع روتين نوم منتظم
تتمثل الخطوة الأولى في تغيير عادات النوم، من خلال الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم والاستيقاظ مبكرًا وفي نفس الوقت كل يوم (حتى في عطلة نهاية الأسبوع): هذه هي التوصيات الأكثر شيوعًا من قبل الخبراء.
خلق جو مريح
يوصي الخبراء أيضًا بخلق بيئة نوم مريحة من أجل ترسيخ عادة نوم صحية. يجب أن تكون غرفة النوم هادئة ومظلمة وذات درجة حرارة مريحة.
لا وجبات في السرير
ينصح بتجنب العمل أو تناول الطعام في السرير، والامتناع عن تناول الكافيين أو المنبهات الأخرى في نهاية اليوم.
ماذا لو استمر الاضطراب؟
بالإضافة إلى هذه الإجراءات، نذكر أنه من المستحسن دائمًا استشارة طبيب متخصص يمكنه تقديم الدعم المناسب، ربما من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الدوائي.
دعم المقربين
أخيرًا، يجب عدم الاستهانة بالدعم الاجتماعي، مثل دعم العائلة أو الأصدقاء، الذين يمكنهم أن يجعلوك تشعر بالفهم والتحفيز للتغلب على هذا الإدمان المحبط ويدفعونك إلى تبني تغييرات مهمة في نمط حياتك.