أصدر المكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF تقريره السنوي الثاني حول المعايير البيئية والاجتماعية والحكامة (ESG)، كاشفًا عن إنجازاته البارزة خلال عام 2024 ضمن استراتيجيته الطموحة للتحول المستدام وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2035.
يُعزز هذا التقرير مكانة القطار كوسيلة نقل رائدة في صداقتها للبيئة، حيث لا تتعدى مساهمته في الانبعاثات الوطنية من الغازات الدفيئة نسبة 0.43%، وتشكل 1.9% فقط من انبعاثات قطاع النقل، وذلك رغم نقله لأكثر من 55 مليون مسافر سنويًا وكميات كبيرة من البضائع.
وسلّط التقرير الضوء على نتائج ملموسة في تقليص البصمة الكربونية خلال عام 2024، إذ سجل المكتب انخفاضًا لافتًا بنسبة 26% في مجموع انبعاثاته من الغازات الدفيئة مقارنة بعام 2023، حيث انتقلت من 297 ألف طن إلى 219 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي أرقام تم التحقق منها وفق معايير دولية معتمدة.
وشهدت كثافة الكربون المرتبطة بنقل المسافرين تحسنًا ملحوظًا، لتستقر عند 5.71 غرام فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر يقطعه المسافر الواحد، أي أقل بـ 20 مرة من السيارة. كما انخفضت كثافة الكربون الخاصة بنقل البضائع إلى 13.02 غرام لكل كيلومتر تُنقل فيه كل طن، مقارنة بـ 23.37 غرام في العام الذي سبقه.
ولتوضيح الأثر البيئي الإيجابي لهذه الإنجازات، فإن تقليص الانبعاثات بما يعادل 77.83 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون خلال 2024 يوازي الانبعاثات اليومية لحوالي 20,250 سيارة على الطريق السيار بين الدار البيضاء والرباط، أو الطاقة اللازمة لتدفئة 10,900 أسرة لمدة عام، أو ما يعادل غرس أكثر من مليوني شجرة.
وتأتي هذه النتائج ثمرة لمجموعة من المبادرات البيئية الطموحة التي تبناها المكتب في 2024، وفي مقدمتها تسريع وتيرة الانتقال الطاقي، حيث أصبح 90% من أسطوله الكهربائي يعتمد على الطاقة الخضراء. كما عزز المكتب تدبيره الفعال للموارد، وحرص على تحسين التميز التشغيلي وتطوير حلول التنقل المتعدد الوسائط، مع الالتزام بتطبيق أنظمة القيادة البيئية، واعتماد التصميم المستدام، والاستفادة من الطاقة الشمسية في إضاءة المحطات والمباني.
وفي ذات السياق، طوّر المكتب نظامًا متكاملاً لإدارة النفايات وتعزيز مبادئ الاقتصاد الدائري. وتوجت هذه الجهود بحصول عدد من منشآت المكتب على شهادات دولية مرموقة مثل ISO 14001 وISO 50001. بالإضافة إلى ذلك، نظم المكتب برامج تدريبية وتوعوية مكثفة، وعمم دراسات الأثر البيئي على مشاريعه الجديدة، وأصدر سندات مالية خضراء، وعزز شراكاته مع مؤسسات متخصصة في مجالات البيئة والاستدامة، مما يؤكد التزامه الراسخ بتحقيق أهدافه البيئية الطموحة.