في تصعيد خطير هز الأوساط الدبلوماسية، وجدت بعثة دولية رفيعة المستوى نفسها تحت مرمى النيران الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية.
الحادث، الذي وصفته كايا كالاس، كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، بأنه “غير مقبول”، أثار عاصفة من الإدانات الدولية ووضع إسرائيل مجدداً في عين العاصفة، متسائلاً الكثيرون: إلى أي مدى يمكن أن يصل التوتر قبل أن تتدخل القوى الكبرى بشكل حاسم؟
رواية الاحتلال الرسمية تحدثت عن “انحراف الوفد عن مساره المعتمد” ودخوله “منطقة غير مصرح بها”، مما استدعى إطلاق “طلقات تحذيرية”.
لكن هذا التبرير لم يهدئ من روع العواصم الأوروبية؛ ففرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا سارعت باستدعاء المسؤولين الإسرائيليين وطلبت “توضيحات مقنعة”، مؤكدة أن “أي تهديد لحياة الدبلوماسيين غير مقبول” وأن “المسؤولين يجب أن يحاسبوا”.
من جانبها، نددت السلطة الفلسطينية بالحادث ووصفته بـ”الجريمة البشعة والاستهداف المتعمد بالذخيرة الحية”، وهو ما أظهرته لقطات فيديو لأعضاء الوفد وهم يهرولون للاحتماء.
هذا المشهد الدراماتيكي يأتي في وقت حرج، حيث تتصاعد حدة الحرب في غزة وتتزايد الكارثة الإنسانية، وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن للتو عن مراجعة اتفاقياته السياسية والاقتصادية مع إسرائيل.
هذه ” الطلقات التحذيرية” في جنين ليست مجرد حادث عرضي، بل هي شرارة قد تشعل مزيداً من التوتر في منطقة تغلي بالفعل.
إنها تزيد من تعقيد الأزمة القائمة وتعمق انعدام الثقة، وتطرح تساؤلات جدية حول قدرة المجتمع الدولي على لجم التصعيد قبل فوات الأوان.
فهل تكون هذه الواقعة، ضمن سياق الأحداث المتلاحقة، الدافع الذي يحتاجه المنتظم الدولي لتجاوز البيانات والمناشدات إلى إجراءات فعلية لوقف دوامة العنف المتصاعدة خاصة في غزة؟
أم أنها ستُضاف إلى قائمة طويلة من الحوادث التي تُدان ثم تُنسى، بينما يستمر النزيف وتتعمق المأساة؟