إلى جماهير ريال مدريد العظيمة، إلى كل من ينبض قلبه بحب هذا الكيان الأسطوري،
مع اقتراب لحظة الوداع، وفي عشية مباراتي الأخيرة معكم يوم السبت أمام ريال سوسييداد، تتزاحم الكلمات وتفيض المشاعر. اليوم، كل منا يمضي في طريقه مرة أخرى، وأنا على أعتاب مغامرة جديدة مع المنتخب البرازيلي العريق اعتبارًا من الإثنين.
أحمل في قلبي، بكل فخر واعتزاز، كل لحظة عشتها في فترتي الثانية الرائعة كمدرب لريال مدريد. لم تكن مجرد سنوات، بل كانت رحلة لا تُصدق، مليئة بالتحديات، بالانتصارات، وبالعواطف الجياشة التي صنعت تاريخاً لن يُمحى. أن أترك هذا الصرح وأنا فخور بتمثيله، هو شعور لا يقدر بثمن.
شكراً من الأعماق للرئيس فلورنتينو بيريس على ثقته المتجددة، شكراً للنادي الذي منحني شرف تمثيله، شكراً للاعبين الأبطال الذين قاتلوا معي في كل معركة، ولكل أفراد طواقم العمل الذين كانوا سندي الدائم. أما أنتم، أيها الجمهور الفريد، يا من جعلتموني أشعر دائماً بأنني واحد منكم، فكلمات الشكر لا توفيكم حقكم. دعمكم وصيحاتكم في البرنابيو ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد.
ما حققناه معاً سيبقى خالداً، ليس فقط بالألقاب الخمسة عشر التي زينت خزائن النادي خلال فترتيّ، بل بالطريقة التي لعبنا بها، بالروح التي أظهرناها، وبالليالي الساحرة التي حولنا فيها المستحيل إلى واقع في معقلنا البرنابيو، ليالي أصبحت جزءاً من أساطير كرة القدم. صحيح أننا تنازلنا هذا الموسم عن لقب الدوري لصالح برشلونة وودعنا دوري الأبطال من ربع النهائي أمام أرسنال، لكن هذه هي كرة القدم، بروعتها وتقلباتها.
الآن، تفتح صفحة جديدة مع شابي ألونسو، وأنا على ثقة بأنه سيواصل مسيرة النجاح. أما أنا، فتبدأ مغامرتي البرازيلية، تحدٍ جديد أقبله بكل حماس.
لكن كونوا على يقين، علاقتي بريال مدريد أبدية، وستبقى مدريد بيتي الذي أحمل له كل الحب والتقدير.
وداعاً، وليس وداعاً أبدياً.
هلا مدريد… ودائماً!
كارلو أنشيلوتي