كيف تقيّم النساء جاذبية الرجال؟ دراسة تكشف عن آلية معقدة


لطالما ساد اعتقاد بأن الرجال من الكائنات البسيطة في تحديد من ينجذبون إليه، وقد لا يستغرق الأمر منهم سوى نظرة سريعة لا تتجاوز عشر ثوانٍ لاتخاذ قرارهم . لكن عندما يتعلق الأمر بالنساء، يبدو أن موضوع الجاذبية أكثر تعقيدًا، وهو ما يدعمه العلم.

ففي دراسة نُشرت عام 2009 في “مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي” (Journal of Experimental Social Psychology)، سعى فريق من الباحثين إلى تحليل ما يدور في أذهان النساء عند تقييم الجاذبية الجمالية للآخرين. وكشفت الدراسة أن النساء يعتمدن على مستويين رئيسيين للتقييم: مستوى جسدي، وآخر غير جسدي.

تفاصيل التجربة العلمية

لفهم هذه الآلية، قام الباحثون بتجربة شاركت فيها 50 امرأة غير مثلية، حيث عُرضت عليهن صور لوجوه رجال ونساء. طُلب من كل مشاركة تقييم كل صورة على مقياس من 1 إلى 7 بناءً على معيارين مختلفين:

  1. شريك مواعدة مستقبلي: لقياس مستوى الانجذاب العاطفي أو الجسدي.
  2. زميل مختبر مستقبلي: لقياس مدى القبول الجمالي العام والثقة، بمعزل عن الرغبة العاطفية. (استخدم الباحثون مصطلح “زميل مختبر” كطريقة علمية ليعادل مفهوم “مجرد صديق”).

كانت الفرضية أن النساء قد يخترن “زميل مختبر” بناءً على مظهره الجذاب، ولكن ليس بالضرورة لأنه يثير فيهن الإعجاب أو الانجذاب الرومانسي.

المرحلة الثانية من التجربة والنتائج المفاجئة

بعد جمع النتائج الأولية، أخذ الباحثون نفس الصور وقاموا بتعديلها رقميًا، حيث قسّموا كل وجه أفقيًا وأزاحوا النصفين عن بعضهما البعض بحيث لم تعد الملامح متناسقة. ثم عرضوا هذه الصور “المشطورة” على مجموعة جديدة من النساء وطرحوا عليهن نفس السؤال: هل يصلح كـ “شريك مواعدة” أم “زميل مختبر”؟

كانت النتائج مثيرة للاهتمام:

  • تقييم الانجذاب (شريك مواعدة): لم تتأثر تقييمات النساء للرجال الجذابين. فقد ظل الرجال الذين صُنفوا كـ “مناسبين للمواعدة” جذابين في نظر النساء حتى مع وجوههم غير المتناسقة.
  • فالتركيز هنا كان على ملامح محددة مثل الفك القوي، أو الشفاه الممتلئة، أو نظرة العينين الآسرة، بغض النظر عن ترتيبها الصحيح.
  • تقييم الثقة (زميل مختبر): هنا حدث التغيير. فالصور المشطورة أثرت سلبًا على قرار النساء في اختيار من يثقن به “كزملائهم في المختبر”. لقد احتجن لرؤية الوجه كاملًا ومتناسقًا ليشعرن بالثقة.

الخلاصة: مساران للتقييم

خلص العلماء إلى أن النساء يستخدمن مسارين مختلفين ومستقلين لتقييم جاذبية الوجه:

  1. مسار الانجذاب الأولي: يركز على ملامح جسدية محددة وبارزة، ويمكنه العمل حتى لو لم يكن الوجه متناسقًا بالكامل.
  2. مسار الثقة والقبول الاجتماعي: يتطلب رؤية الصورة الكلية للوجه وتقييم تناسقه، وهو أمر ضروري لبناء الثقة واتخاذ قرار بشأن التعامل مع الشخص على مستوى غير رومانسي.

إذًا، فالأمر ليس مجرد انتقائية، بل هو دليل على وجود عملية تقييم متعددة الأبعاد لدى النساء، مما يؤكد أنهن بالفعل كائنات أكثر تعقيدًا في قراءة الوجوه وتقييمها.

شارك المقال:

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

إشهار

هذه المساحة مخصصة للإعلانات. دعمك يساهم في استمرار الموقع وتقديم محتوى إخباري مميز.

انضم إلى العائلة!

اشترك في النشرة الإخبارية.

لقد تم اشتراكك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.
Edit Template

معلومات عنا

موقع المحيط الإخباري: هنا، الخبر يبدأ بالإنسان وينتهي به. نحن منصة إخبارية شاملة تضع الإنسان في قلب اهتماماتها، مستكشفةً قصصه وتحدياته وآماله. لا نتعجل في نقل الحدث، بل نقدم تفاصيله بعمق، ونطرح الأسئلة التي تقود إلى فهم أوسع. نغطي الأحداث المحلية والإقليمية والدولية بمنظور تحليلي مختلف، مع اهتمام خاص بتقديم المعرفة في مجالات المستقبل التي تشكل عالمنا القادم. كل ذلك في إطار من الدقة والمسؤولية واحترام أخلاقيات العمل الصحفي

  شروط الاستخدام © 2025 Created By M AGENCY