في ليلة خيّمت عليها مشاعر الخيبة والوداع، تلقى ريال مدريد هزيمة موجعة أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 0-4، في نصف نهائي كأس العالم للأندية، ليودع البطولة من الباب الضيق ويُسدل الستار على موسم يُعد من الأسوأ في تاريخه الحديث، بلا لقب، وبلا وداع يليق بأساطيره.الخسارة الثقيلة أمام الفريق الفرنسي لم تكن سوى محطة أخيرة في سلسلة من الإخفاقات التي لاحقت الفريق الملكي هذا الموسم، بداية بالخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، ثم ضياع لقب الدوري الإسباني، والتعثر في كأس الملك. ومع نهاية هذا المشوار المخيّب، ودّع الكرواتي لوكا مودريتش، أحد أعظم لاعبي الوسط في تاريخ النادي، الجماهير الملكية بعد مسيرة استمرت لأكثر من عقد.مودريتش، البالغ من العمر 39 عاماً، اختار أن ينهي مشواره بصمت، دون ضجيج يليق بنجم حفر اسمه في ذاكرة الريال بذهب البطولات وعبقرية الأداء. رغم أن أداءه ظل ثابتاً ومميزاً حتى الرمق الأخير، فإن واقع الفريق خذله، وجعل نهاية حكايته أقرب إلى مشهد حزين منه إلى احتفال يليق بأحد رموز العصر الذهبي للنادي.وعلى مدار سنواته في مدريد، خطّ لوكا مسيرة استثنائية تُوج خلالها بستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ومثلها في كأس العالم للأندية، إضافة إلى خمسة ألقاب في كأس السوبر الأوروبي، وخمسة في كأس السوبر الإسباني، وأربعة ألقاب في “الليغا”، ولقبين في كأس الملك.أما على الصعيد الفردي، فقد تُوّج مودريتش بجائزة الكرة الذهبية عام 2018، ونال جائزة “الأفضل” من الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما حصد جائزة أفضل لاعب في أوروبا، وجائزتين كأفضل لاعب وسط في دوري الأبطال، واختير ست مرات ضمن التشكيلة المثالية للفيفا، إلى جانب لقب أفضل صانع ألعاب في العالم، والكرة الذهبية لكأس العالم للأندية.في المقابل، احتفل باريس سان جيرمان بتأهله إلى النهائي حيث سيواجه تشلسي الإنكليزي، بينما وقف مودريتش وحيداً، يودع الجماهير التي طالما تغنت باسمه، في مشهد يلخص مأساة ريال مدريد هذا الموسم: نهاية جيل.. بلا وداع، وبلا بطولة.